سجل النمو في منطقة اليورو تباطؤا في الفصل الاول من العام، بحسب ما أظهرت بيانات أمس الاربعاء، ما يزيد المخاوف من أن الانتعاش في أوروبا يفقد زخمه بعد نمو قوي في 2017.
وتأتي البيانات بعد تحذير رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي الاسبوع الماضي من أن النمو في منطقة العملة الموحدة والتي تضم 19 دولة، يسجل “تباطؤا” في وجه مخاطر الحمائية.
وسجل النمو الاقتصادي في منطقة اليورو 0,4 بالمئة في الفترة الممتدة من كانون الثاني/يناير إلى آذار/مارس ، أي أقل من معدله في الفصل السابق والبالغ 0,7 بالمئة، بحسب ما ذكر المكتب الاوروبي للاحصاءات (يوروستات).
وبلغ النمو في منطقة اليورو 2,5 بالمئة على اساس سنوي، اي أقل من نسبة 2,8 بالمئة التي سجلها الفصل الذي سبقه لكنه لا يزال متقدما جدا عن المعدل المسجل في 2016 والبالغ 1,8 بالمئة.
وتضاف هذه الارقام إلى بيانات اقتصادية في الاشهر الاخيرة ذكرت أن منطقة العملة الاوروبية الموحدة قد فقدت الزخم.
وسجلت فرنسا الاسبوع الماضي تراجعا فصليا كبيرا في النمو من 0,7 بالمئة إلى 0,3 بالمئة، بينما بقيت النسبة ثابتة في ايطاليا عند 0,3%.
واستقر معدل البطالة في منطقة اليورو عند 8,5 في آذار/مارس، وهي أدنى نسبة لها في المنطقة منذ كانون الأول/ديسمبر 2008، بحسب يوروستات.
وقال ستيفن براون الاقتصادي الاوروبي في مؤسسة “كابيتال ايكونوميكس” الاقتصادية ان “عوامل موقتة من بينها الطقس البارد غير المعتاد في هذا الموسم، واضطرابات العمال والازمات القصيرة الامد، وحتى انتشار الانفلونزا، يبدو أنها اثرت على نمو اجمالي الناتج المحلي في هذا الفصل”.
وأضاف “ولكن لا شك في أن النمو قد تباطأ مع تلاشي الزخم الذي حدث بسبب صافي التجارة”.
وتأتي هذه الارقام متطابقة مع توقعات المحللين الذين شاركوا في دراسة اصدرتها “فاكتسيت” للخدمات المالية.
– البطالة لا تزال اقل –
دفعت تحذيرات دراغي من أن صعوبات تلوح في افق منطقة اليورو، بالبنك المركزي الاوروبي الى ابقاء برنامجه الهائل للتحفيز.
مع بيانات تباطؤ النمو، قرر البنك الاسبوع الماضي عدم اجراء اي تغيير على سياساته للتسهيل المالي، كما قرر ابقاء معدلات الفائدة عند مستوياتها التاريخية المنخفضة والاستمرار في شراء سندات بقيمة 30 مليار يورو كل شهر في إطار برنامج “التسهيل الكمي”.
وصرح فلوريان هينس خبير الاقتصاد في بنك بيرينبرغ ان “السؤال هو هل ذلك مجرد تراجع مؤقت أم بداية حلقة حقيقية من التباطؤ. ربما تكمن الحقيقة في منطقة وسط هذا وذاك”.
وكالعادة كانت هناك تفاوتات كبيرة في ارقام البطالة بين الدول الاوروبية، حيث بقي معدل البطالة مرتفعا في اليونان عند نسبة 20,6% في كانون الثاني/يناير، وهو اخر شهر توفرت فيه المعلومات.
اما في اسبانيا فقد بلغت نسبة البطالة 16,1% وايطاليا 11,1%.
وانخفضت نسبة البطالة في المانيا الى مستوى قياسي بلغت 3,4% في اذار/مارس، بينما انخفضت في هولندا الى نسبة 3,9%.
وواصلت نسبة البطالة بين الشباب، والتي تتسبب بالقلق منذ ازمة منطقة اليورو، توجهها بالانخفاض.
وفي اذار/مارس بلغت نسبة بطالة الشباب 17,3% في منطقة اليورو.