توج الفيلم الأردني “ذيب” لمخرجه ناجي أبو نوار، بالجائزة الكبرى للمسابقة الرسمية لمهرجان الداخلة السينمائي، الذي أسدل الستار عن دورته السادسة أخيرا في حفل الاختتام، الذي نظم بقصر المؤتمرات بمدينة الداخلة الواقعة على المحيط الأطلسي جنوب المغرب.
وتجاوب المشاركون والمتتبعون والجمهور مع إعلان لجنة التحكيم عن إسناد الجائزة الكبرى بتصفيقات حارة للمخرج الأردني ناجي أبو أنور، الذي يعد فيلمه “ذيب” باكورة أعماله في مجال الفيلم الروائي، إلى جانب فيلمه القصير “وفاة الملاكم”.
وتدور أحداث فيلم “ذيب” في صحراء جنوب الأردن سنة 1916 إبان الخلافة العثمانية وبالتزامن مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وهو أول فيلم عربي يتناول سينمائيا هذه الفترة من التاريخ ويستخدم اللهجة النبطية ويستعين بممثلين حقيقيين من عمق صحراء العرب بطاقم تقني دولي وحضور 5 دول عربية.
ويحكي قصة الفتى ذيب وشقيقه حسين اللذين تركا قبيلتهما في رحلة مليئة بالمخاطر والتحديات والمشاكل الصعبة، والتي علمتهما مبادئ الرجولة والشجاعة وقيم الإنسان العربي البدوي التي تلامس قيم الإنسانية الكونية.
ويحاول المخرج متابعة رحلة بطلي الفيلم في متاهات الصحراء، مصورا مختلف الهجمات التي تعرضا لها والتي ستنتهي بمقتل الشقيق الأكبر “حسين” والضابط الإنجليزي، بعد أن نجا من قبضة قطاع الطرق في الصحراء إثر وقوعه في أحد الآبار، حيث فضل المكوث إلى حين مغادرة هؤلاء، ليجد الطفل “ذيب” نفسه وحيدا في مواجهة مصير مجهول وصحراء موحشة وغياب للزاد والمأوى والرفقة الآمنة.
وسبق لفيلم “ذيب”، أن حاز العديد من الجوائز العالمية، منها جائزة لجنة التحكيم لأفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2014. وجائزة أفضل مخرج ضمن قسم آفاق جديدة في مهرجان فينيسيا السينمائي.
وارتباطا بجوائز الدورة السادسة من مهرجان الداخلة السينمائي، منحت لجنة التحكيم المكونة من المخرج المغربي إبراهيم الشكيري (رئيسا) والإعلامي الجزائري علي أودجانا والكاتب التونسي محمد السبوعي، جائزة أحسن ممثل للممثل العراقي سمر محمد عن دوره في فيلم “تحت رمال بابل”، فيما عادت جائزة أحسن ممثلة نفيسة بنشهيدة عن دورها في فيلم “عايدة”.
وتنافست على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام “ذيب” للمخرج ناجي أبو نوار من الاْردن، و”تحت رمال بابل” للمخرج محمد الدراجي من العراق، و”نجوم بنت الثامنة ومطلقة” للمخرجة خديجة السلامي اليمن، و”شلاط تونس” للمخرجة كوثر بن هنية من تونس، و”غدي” للمخرج اًمين درة لبنان، “سكر مر” للمخرج هاني خليفة من مصر.
أما “جوق العميين” للمخرج محمد مفتكر من المغرب، فإنه لم يدخل المسابقة، بسبب التأجيلات التي شهدتها الدورة وكثافة الأنشطة الفنية والثقافية التي عرفتها مدينة الداخلة بمناسبة الأعياد الوطنية التي تزامنت مع مشاركة الفيلم بمهرجان بروكسل، وتوج فيه بثلاث جوائز.
وإلى جانب المسابقة الرسمية شهدت الدورة السادسة، تقديم عدد من التجارب السينمائية الشابة متمثلة في 4 أفلام قصيرة من المغرب ومصر، إضافة إلى ليلة الفيلم القصير التي عرضت ضمنها ستة أفلام عراقية محور أفلام الحروب.
كما احتفت الدورة السادسة من المهرجان بكل من الفنانة المغربية القديرة الشعبية العذراوي والفنان السوري جمال سليمان والممثلة الإسبانية روث أرماس والمخرج السويدي ريتشارد هوبرت الذي تغيب لظروف أمنية.