تلعب المشاعر والأفكار دوراً هاماً على صحة الإنسان. إذ تتحفز قوى الشفاء الذاتي بالأفكار الإيجابية واعتقاد المريض بالشفاء، غير أن ذلك لا يغني عن زيارة الطبيب عند الشعور بوعكة صحية.
لدى أي شخص قوى شفاء ذاتية، إنه شفاء طبيعي. إذ أن ” طبيبك الداخلي” يعتني بك ويعمل 24 ساعة في الأسبوع. إذا أصيب إصبعك بقطع وبدأ ينزف، سيتوقف النزيف، وسينغلق الجرح وفي النهاية سيشفى من تلقاء نفسه. كما أن قوى الشفاء الذاتية تخلصك من نزلات البرد المزعجة، وحتى تصلح العظام المكسورة.
واستدرك الطبيب الألماني غيرالد هيوتر، المختص بالبيولوجيا العصبية، بالقول: “هذا لا يعني أنه لا يتعين عليك زيارة الطبيب إذا كنت تعاني من مشكلة طبية بالطبع، مضيفاً أن قوى الشفاء الذاتي تتحفز بتشجيع الطبيب واعتقاد المريض أنه سيتحسن.
مقاومة الضغوط
لتوقعاتك دوراً هاماً في التماثل للشفاء فضلاً عن كونها عاملاً مهماً في الوقوع في المرض أو لا أساساً. و قال شتانغه: “الأفكار والمشاعر لديها تأثير كبير على صحة الشخص”. وأضاف هيوتر: “الرجال والنساء الذين يتعرضون لضغط مهني أكثر عرضة بكثير من التقاط نزلة البرد من غيرهم من الموظفين الذين لا يتعرضون لضغط”.
أُثبت ذلك عبر دراسات المناعة العصبية النفسية، وهي قسم من الطب يتعامل مع آُثار العقل على الصحة ومقاومة الأمراض. وأكد شلدون كوهين، أستاذ الطب النفسي في جامعة كارنيغي ميلون في مدينة بيتسبورغ بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة، أن الأشخاص الذين لديهم الكثير من الأصدقاء ويتعرضون لقليل من الضغوط أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد.
كيف يتم الشفاء الذاتي؟
يسيطر العقل على الكائن البشري المعقد. مثل مركز القيادة يقوم بتنظيم النظام القلبي الوعائي والتوازن الهرموني وكذلك الأجهزة العصبية والمناعية. كما قال هيوتر: “حالما يستقبل العقل إشارة أن شيئاً ما خطأ في مكان ما، فإنه يقوم بتفعيل قوى الشفاء الذاتي للجسم”.
وعلى سبيل المثال يصلح الجسم باستمرار الخلايا ويجددها بدون إدراكنا لهذا. غير أن قوى الشفاء الذاتي محدودة. وهنا يقول شتانغه: “عندما لم يعد الجسم قادراً على إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو هرمونات الغدة الدرقية جراء المرض، مثلاً، يكون (الطبيب الداخلي) قليل المنفعة”.
كما أن أمراض مثل السرطان لا تشفى من نفسها أيضاً. وقال هيوتر: “غير أنه أحياناً ما يستطيع الأشخاص المصابون تحسين حالتهم بالتقبل عن وعي مرضهم الخطير ومحاولة مجابهته بالأفكار الإيجابية”.