أثبت أهل البحرين مروءتهم وشهامتهم كعادتهم في الشدائد من خلال القيام بواجباتهم الوطنية لمكافحة انتشار «كورونا»، واستمروا بأداء واجباتهم الوطنية من خلال الالتزام بالتوجيهات الرسمية الصادرة من الحكومة، حيث رصدت «أخبار الخليج» التزام كل المساجد بالإجراءات الاحترازية لمكافحة كورونا خلال صلاة الجمعة، ملتزمين بتقليص صلاة الجمعة إلى 10 دقائق مع توفير كل المستلزمات من معقمات وأدوات تنظيف للمصلين، فيما غابت المصافحة بين المصلين للمرة الأولى، التزاما بتوجيهات وزارة الصحة بعدم المصافحة والتقبيل خلال الفترة الحالية.
وفي الوقت ذاته، لوحظ التزام المواطنين والمقيمين بالابتعاد عن التجمعات في الأماكن العامة، اذ خلت السواحل العامة والمجمعات التجارية ودور السينما ومراكز الألعاب من الازدحامات المعتادة مع نهاية كل أسبوع، فيما التزم الكثير منهم بقضاء إجازة نهاية الأسبوع بالمنزل مع أسرته، موضحين أن التزامهم بتطبيق توجيهات الدولة مسؤولية وطنية على كل مواطن ومقيم على هذه الأرض، وأن الجميع يؤمن بأن الشدائد والأزمات التي خلفها انتشار الفيروس لن تنجلي الا بتكاتف الجميع مع القيادة والفريق الوطني لمكافحة كورونا.
وخلال جولة لـ«أخبار الخليج» على عدد من المطاعم ومراكز التسوق، تم رصد التزام كل أصحاب المطاعم ومراكز التسوق بالاجراءات الاحترازية، حيث وفر الجميع معقمات التنظيم مع التزام العمال بالنظافة التامة من خلال تعقيم المطابخ عدة مرات، والتزمت مراكز التسوق بتعقيم العربات والأرضيات والأرفف بشكل مستمر.
وعلى الرغم من كل الاجراءات الاحترازية، فإن الحياة والحركة تسير بشكل طبيعي في الشوارع العامة، مع توفر كبير في مخزون جميع المواد الأساسية والغذائية بالبلاد.
مقابل ذلك، نجحت التطمينات الحكومية بعد الاجتماع المشترك بين السلطتين للوقوف على مستجدات التعامل لاحتواء ومنع انتشار فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية والوقائية المتخذة من قبل الدولة حرصاً على تحقيق المصلحة العليا للمملكة ومصلحة المواطن، اذ عبر عدد كبير من المواطنين والمقيمين على مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتزازهم وإشادتهم بدور الدولة في مكافحة الفيروس بحزم وقوة واحترافية، معتبرين أن إشادة منظمة الصحة العالمية بجهود المملكة مفخرة لجميع قيادات وشعب البحرين.
وأكدوا أن تصريحات وتطمينات الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الذي أشار فيها إلى أن الجهات المسؤولة معنية أمام جلالة الملك والشعب بحماية المجتمع وسلامة المواطنين والمقيمين، وكذلك معنيون ولن نتخلى عن مواطنينا في الخارج، حسمت وضربت كافة الإشاعات المغرضة والمتداولة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول أزمة العالقين في إيران.
هذا وشدد وزير الداخلية على أن الموقف غير قابل للتسييس أو الطائفية، وقد نجحنا في مواجهة هذا الوضع بتضافر الجميع وكل جهود المواطنين مطلوبة في مواجهة فيروس كورونا، مضيفا أنه يجب ألا نسمح لهذا الأمر بأن يتحول إلى قضية أمنية، فاليوم نحن نتعامل مع وضع صحي لكن لا نترك المجال للتحول إلى وضع أمني.