هاجم الجيش العراقي بلدة الصقلاوية الاستراتيجية شمال مدينة الفلوجة في إطار تضييق الخناق على المدينة تمهيداً لاقتحامها، بعد سيطرته على قضاء الكرمة شرقاً. وأعلن المتحدث باسم قوات «التحالف الدولي»، العقيد ستيف وارن ليل الجمعة مقتل زعيم تنظيم «داعش» في الفلوجة، ماهر الببلاوي، و70 عنصراً من مسلحي التنظيم في 20 غارة جرت على مدى الأيام الأربعة الماضية. كما أعلن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد جودت، في بيان أمس أن «قوات مغاوير الشرطة الاتحادية تتقدم لتحرير ناحية الصقلاوية»، وتحدثت «قيادة عمليات بغداد» وقوات «الحشد الشعبي» عن التوجه إلى المنطقة نفسها.
وأكد أحمد الجميلي، أحد شيوخ عشائر الفلوجة المقيم في ناحية العامرية، في اتصال مع «الحياة» أمس أن «الصقلاوية تمثل منطقة مهمة لداعش، وسيطرة الجيش عليها سيضعه على أبواب الفلوجة الشمالية، وسيقطع طريق الامدادات لمسلحي التنظيم بين الفلوجة وجزيرة الخالدية شرق الرمادي حيث لا تزال عناصر التنظيم تتحصن». وأضاف أن «الصقلاوية منطقة زراعية صعبة للقوات النظامية، وتشبه إلى حد كبير قضاء الكرمة الذي تمكّنت القوات الأمنية من تحريره قبل أيام»، وحذّر من المكامن التي قد يلجأ إليها التنظيم في هذه المنطقة.
وأشار الجميلي إلى أن «القوات الأمنية المشتركة تخوض اشتباكات عنيفة عند قرى الزغاريت والشيحة والبكارة وأبو سديرة القريبة من الصقلاوية، فيما أمنت ممراً جديداً في منطقة السجر للعائلات الفارة من القتال».
وفي غضون ذلك، نزح آلاف من سكان ضواحي الفلوجة بعد سيطرة القوات الأمنية على مناطقهم، وقالت «قيادة عمليات بغداد» إن 2030 شخصاً وصلوا إلى مقرات الجيش عبر ممرات آمنة ضمن قاطع الفرقة السادسة. ومن جانبها أعلنت «هيئة الحشد الشعبي» أمس أن عناصرها «انسحبوا من قضاء الكرمة وسلموا مهمة مسك الأرض إلى الجيش، بينما توجه عناصر الحشد نحو منطقة السجر للمشاركة في معركة استعادة الصقلاوية ضمن اتفاق يقضي بعدم تواجد الحشد في مراكز البلدات المحيطة بالفلوجة».
وكان «داعش» ارتكب مجزرة بحق عشرات من عناصر الجيش في الصقلاوية في أيلول (سبتمبر) 2014 عندما قطع الإمدادات العسكرية عن الفوج الأول للفرقة الثامنة بعد حصار. ومنذ ذلك الحين استخدم «داعش» الصقلاوية على مدى عامين طريقاً للإمدادات بين عناصره في الفلوجة مروراً بقضاء الخالدية وصولاً إلى الرمادي. لذا فإن خسارة التنظيم لهذه المنطقة بعد خسارته الكرمة الأسبوع الماضي تُعد ضربة موجعة له في الفلوجة، آخر معاقله شرق الأنبار.
وفي القاطع الجنوبي للمدينة قال مصدر إن «القوات الأمنية سيطرت على منطقة الحصي، وتسعى الآن للوصول إلى منطقة الهياكل، البوابة الجنوبية للمدينة». وعلى رغم أن عمليات الجيش البرية لم تدخل الفلوجة فإن طيران التحالف الدولي يشن غارات متواصلة على المدينة وصفت بـ «الدقيقة جداً» بعدما كانت ألقت منشورات تدعو السكان إلى المغادرة بأسرع وقت أو رفع رايات بيض فوق أسطح منازلهم. وكشفت المعارك حول الفلوجة في يومها السادس الحاجة إلى المزيد من الوقت والجهد قبل الوصول إلى مركز المدينة.
سياسياً، تعقد المحكمة الاتحادية جلسة اليوم للبت في شرعية رئاسة البرلمان، إذ سيكون على المحكمة الاطلاع على نتائج تحليل الصور والأقراص المدمجة لإثبات شرعية الجلسة التي عقدها عشرات من النواب وأقالوا خلالها الجبوري وعينوا بديلاً عنه عدنان الجنابي. ويشترط التيار الصدري حضور كتلته (الأحرار) جلسة البرلمان بإعلان كابينة وزارية كاملة والتصويت عليها. وقال النائب من الكتلة، برهان المعموري، لـ «الحياة» إن «الأحرار ستحضر الجلسة اذا جاء رئيس الوزراء حيدر العبادي بكابينة وزارية من التكنوقراط للتصويت عليها ووضع سقفاً زمنياً لإنهاء ملف الوكالات الخاصة بالهيئات المستقلة».