وقف سامر خلف القضبان يتأمل حاله كثيرا فى حاله ذهول، كيف وصل به الحال الى هذا الطريق الاسود المسدود؟!
فى البداية تخيل ان الحياة تحمل له الكثير من المفاجآت السارة ولم يتخيل للحظة واحدة ان طريقه الذى توهم انه مفروش بالورود مليء بالاشواك السامة، وبعد لحظات صمت أفاق سامر من شروده على صوت قاضى المحكمة وهو ينطق بالحكم عليه بالسجن المؤبد!
تفاصيل القضية مثيرة سنتعرف عليها فى السطور التالية
سامر شاب بسيط ينتمى لأسرة ميسورة الحال ذاق العذاب ألوانا منذ نعومة أظافره بسبب انفصال والديه حيث قرر والده ان يأخذه معه وفى نفس الوقت قرر أيضا ان يتزوج من امرأة قاسية القلب لاتعرف معنى الحب والحنان فكانت تتعمد إهانه الطفل الصغير وتصفه بالغبي!
زوجة أب
رغم انه كان على قدر كبير من الذكاء الذهنى وتتعمد توبيخه وضربه بعنف حتى بدأ يشعر بالوحده والانطوائيه وزاد لديه الشعور بالنقص فى كل شىء.. لكن الحسنة الوحيدة التى أنجته من هذا العذاب المرير الذى ترك له جرحا كبيرا هو اجتيازه كل مراحل التعليم بتفوق حيث انه تعمد ان يفرغ طاقته كلها فى الكتب والمراجع الدراسيه حتى استطاع ان يتخرج من الجامعه بتفوق وبدأ يرسم خطه وردية لحياته المستقبلية، أحب زميلة له فى الجامعة على خلق وتتمتع بقدر عال من الجمال والذكاء وبادلته نفس الشعور وعندما أخبر والده بانه يريد الارتباط بها غضب غضبا شديدا وهدده بحرمانه من الميراث إذا فكر ان يرتبط او يتزوج بفتاه اخرى غير بنت عمه، وقف فى حاله ذهول كيف يتزوج من فتاه لم يدق لها قلبه كيف له ان يتخلى عن حبيبته الجميله الخلوقه ويتزوج من اخرى كثر الكلام عليها بانها فتاة لعوب كيف له ان يبيع أحلامه وطموحاته مقابل ان يتزوج من فتاه اقل منه فى المستوى الفكرى وبعد تفكير عميق لم يجد لديه خيار اخر وهو ان يرضى والده الذى كان يرقد على فراش المرض ويتزوج من ابنه عمه ومن هنا بدات رحله عذاب اخرى لم تكن فى الحسبان، وبعد مرور شهر من الزواج شعر سامر بارتياح تجاه زوجته رغبة منه فى الاستقرار وتكوين أسرة، وتفرغ لعمله واصبح شغله الشاغل ان يوفق بين عمله واسرته وان يرضى زوجته بعد ان وضعت مولودها الاول الذي شعر معه سامر أن الحياة بدأت تضحك له مرة أخرى ونسى مع طفله أحزانه وقسوة أيامه الماضية.
تمرد وخلافات
لم يعلم سامر أن الحياة تخبئ له المزيد من الآلام والمفاجآت الغير سارة، زوجته بدأت تتغير معه تماما وترفض الواجبات الزوجية وتهتم بنفسها فقط وبطفلها دون زوجها ولاحظ سامر، أن هناك شيء ما غريب عليها فأصبحت كثيرة الكلام فى الهاتف تتحدث بصوت خافت، صارت مريبة فى تصرفاتها مما جعل الشك يدب فى قلبه وعقله حتى سيطر عليه تماما واهمل عمله وبدا يراقب تصرفات زوجته وخط سيرها يوميا، ونشبت المشاكل والخلافات والمشادات الكلاميه بينهما التى وصلت لحد الإهانة والضرب وقاربت على الطلاق والانفصال لولا تدخل الأهل والأقارب لحل الخلافات بينهما وبعد معاناة فى إقناع الزوجة بالرجوع الى صوابها ونصحها بالحفاظ على بيتها واستقرار اسرتها من اجل طفلها الوحيد.
وعادت الامور الى مجاريها لكن كان هناك تحفظ كبير من قبل الطرفين كل منهما نحو الآخر، برغم معاناة سامر فى طفولته التى كانت قاسية والآلام المعنوية والجسدية التى عاشها مع زوجه ابيه الا انه يريد الاستقرار الأسري وضحى براحته وحبه لزميلته مقابل استقرار بيته وحتى لاينشا ابنه فى بيئه انفصال الوالدين ويعانى مثل ما هو عانى.. اما زوجته فهى ناقمه على حالها ومتمرده على وضعها وحياتها، وعادت الحياة الزوجية بينهما لكنها صارت باردة باهتة لا طعم لها ولا لون، طلبات الزوجة زادت عن الحد المطلوب وحملت زوجها عبئا ماديا وجسديا، لم يقصر سامر فى واجباته نحو بيته واسرته برغم تحمله ما يفوق طاقته، حتى جاءت الليلة الموعودة حيث سمع صوت زوجته تتحدث بصوت هامس فى الهاتف فى وقت متاخر من الليل.
همس الشيطان
انتظر حتى جاءت الفرصة ليبحث فى هاتفها وكانت الكارثه رسائل غراميه متبادله وكلام خادش للحياء ووعود بالزواج بعد الاستيلاء على كل مايملك سامر بما فيه شقة الزوجية، وقعت المفاجأة كالصاعقة على الزوج المخدوع وشعر بأن كل شىء سلب منه وبدا يستعرض شريط حياته منذ ان كان طفلا منذ ان تخلت عنه أمه وقسوة زوجة أبيه، ومن هنا بدات نقطه التحول التى جعلت من سامر شخص عنيف متوحش نزع من قلبه اى شىء له علاقه بالحب او الطيبه وتحول الى شرير فى أتم الاستعداد للهجوم فى لحظه وبالفعل بعد ما تأكد من وجود علاقه اثمه تربط زوجته بشاب عاطل سيطر عليه فكره الانتقام والثأر واصبح لاينام ليلا ولانهارا يفكر كيف يتخلص منها وبدأ يرافق اصدقاء السوء الذين اخذوه الى طريق المخدرات وشرب الكحوليات وتعاطى المواد التى تذهب العقل وشيئا فشيئا توطدت العلاقه بينه وبينهما واقنعوه بقتل زوجته والتخلص منها وبالفعل فكروا فى خطه شيطانيه منتهزا فرصه غضب الزوجه وذهابها الى بيت امها فاخذ يراقبها ويعرف مواعيدها وفى اليوم الموعود المتفق عليه نزلت الزوجه ووقفت عند الموقف الرئيسى لتركب” توك توك ” كان يستقله أحد أصدقاء السوء لسامر حسب الخطة ولأنها منطقة ريفية كان لابد من المرور فى طريق زراعى وهنا تمت الجريمة كان زوجها واثنان آخران فى انتظارها وبعد توقفها تم تهديدها بالسلاح الابيض وواجهها زوجها بكل مافعلته من مصائب وخيانه فشلت كل محاولاتها لاستعطافه والرجوع عن فكره قتلها وبقاومه شديده طعنها زوجها عده طعنات فى انحاء متفرقه فى جسدها وفارقت الحياه على اثرها فورا ووقعت غارقه فى الدماء وهرب الزوج واصدقاؤه مسرعين وبعده عده ايام تم عمل محضر غياب للزوجه حتى تمكنت النيابه من كشف الجريمه بعد العثوره على الجثة وشهادة شهود الجيران والاقارب الذين اكدوا بانه كانت هناك خلافات زوجيه بينهما وانها كانت غاضبة فى بين أمها، لذلك اتجهت أصابع الاتهام والشكوك نحو الزوج وبعد رحله بحث عن الزوج الهارب تم القبض عليه لم يتمالك قواه واعترف بجريمته كاملة أمام النيابة العامة، وأحيلت القضية إلى الجنايات التى أصدرت حكمها بالسجن المؤبد برئاسة المستشار محمد انور ابو سحلى وعضوية المستشارين صلاح قاسم وعونى مطر وامانة سر عبد المعطى بيومى.
القتل نهاية الزوجة اللعوب
رابط مختصر
المصدر : http://zajelnews.net/?p=30369