يحتفل العالم من كل عام باليوم العالمي للسكان للتأكيد على ارتباط التنمية بالسياسات السكانية وللتأكيد على أن السكان هدف التنمية وأساسها، وأن تمتع الأفراد والأسر بحقوقهم الأساسية مؤشر النجاح للسياسات الاجتماعية والاقتصادية. لقد أفضت العقود القليلة الماضية من العمل التنموي في المنطقة العربية إلى تقدم اقتصادي معقول لكنه لم يتحول إلى مكتسبات اجتماعية على شكل حقوق يتمتع بها الافراد والأسر، لذلك ظهرت فجوات اللا مساواة الاجتماعية حسب النوع الاجتماعي وبين الأجيال وبين الحضر والريف في توزيع الثروة وفرص التعليم والخدمات الصحية والمشاركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مما خلق تشوها كبيراً في العقد الاجتماعي بين المواطنين والدولة
مازالت نسبة مهمة منهن مهمشات في مجتمعاتهن بشكل يؤثر مباشرة على تمتعهن بحقوقهن الأساسية كالتعليم والخدمات الطبية والمشاركة في الحياة العامة، وحتى أن نسبة تسرب الأطفال من المدرسة أعلى في فئة البنات منها عند الأولاد في معظم البلاد العربية.
في المقابل، فكثيرا ما يردد الأهل والأصدقاء تمنياتهم للفتيات بأن تصبح عرائس، وبذلك تكون مهمة الأبوين قد توجت بالنجاح بحسب هذه الأمنية، التي نسمعها غالبا في أعياد الميلاد أو في مناسبات وفي بلدان كثيرة، تُعتبر أي فتاة تصل إلى سن البلوغ مهيأة للزواج والحمل والولادة من وجهة نظر أسرتها ومجتمعها. وقد ترغم على الزواج وعلى أن تترك دراستها لأنه، وبعرف المجتمع الذي تعيش فيه، فالأولية هي لإنشاء الأسرة. إلا أن غالبا ما يتم إغلاق الباب على فرص لتقدم هذه الفتاة حين تغلق الأسرة الباب عليها مع عريسها، فقد تحرم هذه الفتاة من التعليم، وبالتالي تحرم من فرصة تحقيق إمكاناتها وتحقيق ذاتها. وقد تعاني من ضعف الصحة بسبب الحمل المبكر والمتكرر، فقد أثبتت الدراسات الطبية والصحية خطورة أن تحمل البنات في عمر يافع قبل أن يكون قد اكتمل نموهن، فذلك يجعلهن عرضة لكثير من التعقيدات أثناء الحمل والولادة بما في ذلك الوفاة من إثر تعقيدات الولادة كنجاح الفتاة في المدرسة أوردت دراسات صندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2015 أن 3 ملايين فتاة قد تزوجت قبل بلوغ سن 18 سنة في المنطقة العربية، وأن أعلى نسب لزواج الفتيات ممن هن دون سن الـ 18 كان في اليمن وفي سوريا. وبحسب معايير الأمم المتحدة وإتفاقة حقوق الطفل التي صادقت عليها غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بشكل كامل أو جزئي فإن الطفل والطفلة هما من دون سن الـ 18 وهما يتمتعان بحماية قانونية خاصة بموجب الإتفاقية ومن ضمنها عدم تعريضهما لأي نوع من العنف أو سوء المعاملة. وتعتبر الأمم المتحدة الزواج المبكر (لمن هم دون سن 18) ممارسة ضارة قد يكون لها آثار سلبية على صحة الأطفال النفسية والبدنية، لا سيما وأن مضاعفات الحمل الولادة تشكل ثاني سبب رئيسي للوفاة بين من عمرهن 15-19 سنة من الفتيات