قاس علماء صينيون مستوى الإشعاع الذي سيتعرض له الأشخاص على سطح القمر، اتضح أنه أعلى بـ 200 مرة من مثيله على الأرض. ونُشرت نتائج البحث في مجلة Science Advances.
أعلنت عدة دول عن خططها لإرسال مركبات مأهولة إلى القمر، ومع ذلك، لم يكن معروفًا حتى الآن نوع الإشعاع الذي يحتمل أن يكون خطيرًا على الصحة والذي سيواجهه رواد الفضاء على سطحه، إذ لا تحتوي البيانات من البعثات السابقة إلى القمر، بما في ذلك رحلة برنامج أبولو الأمريكي، على مثل هذه المعلومات.
يشار إلى إنها أشعة كونية مجرية، وانبعاثات متفرقة للجسيمات الشمسية، وكذلك النيوترونات وأشعة غاما الناشئة عن تفاعل الإشعاع الكوني مع تربة القمر.
ومن المعروف أن التعرض طويل الأمد للأشعة الكونية المجرية يسبب مشاكل صحية، بما في ذلك إعتام عدسة العين والسرطان والأمراض التنكسية للجهاز العصبي المركزي، وفي حالة جزيئات الشمس، حتى التعرض قصير المدى كافٍ.
لتحديد الجرعة اليومية من الإشعاع على سطح القمر، أجرى العلماء حسابات تستند إلى بيانات من المحطة الأوتوماتيكية الصينية Chang’e-4 ، والتي عملت على القمر في عام 2019.
وحدد العلماء أن الجرعة اليومية للإشعاع المؤين على القمر يبلغ متوسطها 1369 ميكروسيفرت، وهي أعلى بحوالي 2.6 مرة من الجرعة الموجودة على متن محطة الفضاء الدولية.
وقال أحد مؤلفي الدراسة، روبرت ويمر شوينغروبر من المركز الوطني للفضاء التابع للأكاديمية الصينية في بيان صحفي: “مستويات الإشعاع التي قمنا بقياسها على القمر أعلى بحوالي 200 مرة منها على سطح الأرض، و 5-10 أضعاف على متن طائرة متجهة من نيويورك إلى فرانكفورت. نظرًا لأن رواد الفضاء سيتعرضون للإشعاع لفترة أطول من الركاب أو الطيارين في الرحلات عبر المحيط الأطلسي، إنه تأثير كبير”.
وكان هناك عشرة أجهزة كشف عن السيليكون ذات الحالة الصلبة على متن وحدة الهبوط الخاصة بمهمة Chang’e-4، وسجلت الإشعاع المؤين المتراكم. حصل الباحثون على متوسط الجرعة اليومية من خلال قسمة كمية الإشعاع الممتصة على عدد الأيام التي تقضيها الوحدة على سطح القمر.
يعتقد المؤلفون أن الإشعاع الرئيسي الذي تم الحصول عليه يأتي من الأشعة الكونية المجرية، لأن النشاط الشمسي خلال هذه الفترة كان ضعيفًا للغاية – في هذا الوقت كانت هناك دورة نشاط شمسي مدتها 11 عامًا على الأقل.
أتاحت المعدات الموجودة على متن مركبة الهبوط الخاصة بمهمة Chang’e-4 ، وللمرة الأولى، قياس تأثير الإشعاع ليس فقط للجسيمات المشحونة، ولكن أيضًا للجسيمات المحايدة – النيوترونات المنعكسة من سطح القمر، وصمم علماء في جامعة كيلي مقياس جرعات النيوترون خصيصًا لهذه المهمة.