رغم أن شهر رمضان المبارك هذا العام يمر في ظروف غير مستحسنة لأداء العبادات بشكل جماعي كما كانت في السنوات السابقة، وابتداءً من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، تتوالى المناسبات الدينية من ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) إلى ليلة القدر وتصدح المساجد بصلاة التراويح والقيام في كل ليلة، وكان يجتمع الآلاف لإحيائها بشكل جماعي، ولكن مع توصيات اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، بتطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي، وبيان كل من الأوقاف السنية والجعفرية بالالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية، سيتحتم على جميع المواطنين والمقيمين إحياء هذه الليالي من منازلهم.
«أخبار الخليج» تواصلت مع الأوقاف السنية والجعفرية، وذلك لتوضيح آلية إحياء هذه الليالي المباركة خلال العشر الأواخر، حيث أكدت الأوقاف السنية أنه لا يوجد أي مستجد حول هذا الموضوع، وقد أكدت في بيان سابق على ضرورة التزام كافة المصلين بالتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية بمملكة البحرين، وذلك بإقامة الصلوات وصلاة التراويح في المنازل تماشيا مع الإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا.
في حين، أكدت إدارة الأوقاف الجعفرية في بيان سابق على تفعيل الوعظ الديني والخطابة في المآتم والحسينيات خلال شهر رمضان المبارك عبر تقنية البث المباشر عن طريق الفضاء الإلكتروني من خلال تواجد الخطيب فقط في داخل المأتم من دون حضور جمهور المستمعين، من جانبه أكد المستشار الأسري فضيلة الشيخ د. زياد السعدون، على أن إدارة الأوقاف السنية لم تصدر أي شيء حول آلية إحياء العشر الأواخر، ولكن العبادات الرمضانية التي كانت تقام في المساجد يمكن أن تقام في المنزل.
وأضاف لـ«أخبار الخليج»، صلاة التراويح والقيام خلال ليلة القدر أو في العشر الأواخر أيضًا يستطيع المصلون أداءها في المنزل فرادى أو جماعة مع الأهل وأفراد الأسرة، وعن عائشة رضي الله عنها قالت «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر». لافتًا الى ضرورة تطبيق التباعد الاجتماعي حفاظًا على سلامة الجميع.
من جهته، أشار الباحث الاجتماعي سماحة الشيخ محمد العرادي، إلى أن الأصل في العبادة هو ان الإنسان يأتي بها بشكل مخلص والأهم أن تكون صادرة عن معرفة وإخلاص في النية.
ولفت لـ«أخبار الخليج» قائلا الهدف من ليالي القدر هو عبادة الله بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، أما إتيانها بصورة جماعية فهي مستحبة إنما الصلاة هي الواجبة، لذلك تأدية الصلوات والعبادات في المنزل لن ينقص من أجرها شيء.