يشكل انعقاد مؤتمر المناخ (كوب 27) في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ المصرية، ومؤتمر كوب 28 في الإمارات في أكتوبر من العام المقبل، نقلة نوعية كبرى، تضع المنطقة العربية في قلب المعركة الدائرة، لمكافحة تداعيات التغير المناخي الذي بات خطراً وجودياً، يهدد الحياة في الدول والمجتمعات البشرية، وأصبحت أخطاره ماثلة للعيان في أكثر من منطقة من العالم.
زاجل نيوز، ٢٤، تموز، ٢٠٢٢ | عربي دولي
وفي إطار التحضيرات لقمة نوفمبر المقبلة، انعقد في مدينة بون الألمانية اجتماع بطرسبرغ التشاوري، لمناقشة المجالات الرئيسية المتعلقة بالتخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ، ودعم البلدان النامية، والخسائر والأضرار المحتملة؛ حيث إن قمة شرم الشيخ تنعقد في ظل ظروف تلقي بظلال ثقيلة على أعمال القمة؛ ومن بينها الحرب في أوكرانيا؛ وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
وفي كلمتها أمام اجتماعات برلين، ذكّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك العالم، بخطورة أزمة المناخ التي باتت تشكل أكبر مشكلة أمنية لجميع سكان الأرض، مشددة على أنها لا تتوقف عند حدود معينة، وبالتالي فإن التصدي لها، ينبغي ألا يقتصر على منطقة بعينها؛ بل يتعين مواجهتها على مستوى عالمي، وعلى نحو مشترك.
واستضافت الإمارات نهاية مارس الماضي، فعاليات أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي ناقش ضمن بنود أخرى عديدة، تعزيز تمكين الشباب في العمل المناخي، ورسم مستقبل المنطقة. كما ناقش اجتماع الأطراف ال15 في أبيدجان، التداعيات السلبية للجفاف والتصحر في القارة الإفريقية، والضرورة المُلحة للتحرك، لمواجهة تردي الأراضي الزراعية، إضافة إلى استشراف الحلول لظاهرة الهجرة القسرية، الناجمة عن نقص المياه، وزحف الرمال على الأراضي الزراعية.
إن الانخراط العربي النشط في جهود مكافحة الاحتباس الحراري، يضع المنطقة في الصفوف الأمامية في معركة كونية، تهدد أخطارها المجتمعات الإنسانية بأكملها. كما أن الحضور العربي في قيادة هذه المعركة، يعكس ملمحاً حضارياً، ونقلة غير مسبوقة في اهتمامات وانشغالات دول وشعوب المنطقة العربية.
وبينما تركز مؤتمرات المناخ الدولية على أهمية نشر الوعي البيئي حول التحديات التي تطرحها أزمة الاحترار، والأدوار التي تلعبها الحكومات وقادة الرأي وقطاعات المجتمع الأخرى في مناقشة الحلول الممكنة لاحتوائها، فإن قضية التمويل، تعد تحدياً آخر أمام بلوغ جهود البشرية غاياتها.
ويوضح المسؤولون المصريون أن تمويل جهود العمل من أجل المناخ عالمياً، والمنطقة العربية على وجه الخصوص، سيكون في صلب مناقشات كوب 27. وأن الرؤية المصرية المرتبطة بقمة نوفمبر المرتقبة، تركز على قضية الانتقال بأعمال المؤتمر من مرحلة التعهد بالتمويل، والالتزام بخفض الانبعاثات إلى مرحلة تنفيذ التعهدات والالتزامات.
وفي السياق، فإن قمة كوب 28 بدولة الإمارات العربية المتحدة، تركز في بعض جوانبها على تشاركية القطاعين الحكومي والخاص في القضايا الخاصة بمكافحة التغير المناخي، بينما تتيح فعاليات المؤتمر العالمي، مشاركة الإمارات تجاربها الناجحة فيما يتعلق باستخدامات الطاقة النظيفة واستراتيجيتها للتنمية الخضراء ضمن مبادرتها الشاملة حول تحقيق الحياد الكربوني، والوصول إلى نسبة صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050.
زاجل نيوز