لجأ عدد من ذوي الطلبة لطرق مختلفة للتغلب على ارتفاع كلفة الكتب المدرسية، من خلال تبادلها عبر مجموعات على «واتس أب» و«فيس بوك»، عازين ذلك إلى أن أسعار الكتب المدرسية أعلى بكثير من قيمتها الحقيقية؛ الأمر الذي يشكّل عبئاً مالياً عليهم.
فيما أكدت إدارات مدرسية لـ«الإمارات اليوم»، أن ارتفاع كلفة الكتب العام الجاري على المدارس بسبب رسوم الطباعة ورسوم الشحن والجمرك للكتب القادمة من الخارج التي تعتمدها مدارس المناهج الأجنبية، مشيرة إلى أن ذلك الأمر لم يؤثر في الأسعار المقدمة لذوي الطلبة أو يتسبب في زيادتها بأي نسبة العام الجاري.
وتفصيلاً، قالت ولية أمر طالب شيرين المسلمي، إنها لجأت لفكرة تبادل الكتب مع ذوي الطلبة عبر مجموعات «واتس أب» و«فيس بوك» للتخفيف من الرسوم الخاصة بها والتي تثقل كاهل الأسرة، لاسيما أن أبناءها في مراحل دراسية متقاربة وتوفير الكتب لكل منهم بات يشكّل عبئاً مالياً كبيراً.
وأضافت أن المدارس تبالغ في أسعار الكتب والزي بشكل لا يساوي القيمة الفعلية لها، فالكتب وسيلة للمدارس لتحصيل رسوم إضافية، لافتة إلى أن السبب الثاني للجوئها إلى مجموعات تبادل الكتب هو عدم رغبتها في إهدار كتب أبنائها للأعوام الدراسية المنتهية، خصوصاً أن أغلبها مازال جديداً ونظيفاً بسبب الاعتماد على المناهج الرقمية (عبر الحواسيب)، ومن ثم فإن تقديمها للمحتاج أفضل بكثير من إلقائها في القمامة.
وأشارت علا محمد، إلى أنها لجأت لمجموعات ذوي الطلبة، للتبرع بالكتب بشكل خيري لمن يحتاجها، أو لتبادل الكتب بأسعار رمزية على حسب حالة الكتاب ومدى استخدامه، موضحة أن هناك كتباً مرتفعة التكاليف للغاية في النظام الأميركي.
وأكدت أميرة عثمان، اعتمادها على مجموعات تبادل الكتب الدراسية للتخفيف من عبء الضغوطات المادية، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار الكتب العام الجاري بصورة كبيرة، ووجود أكثر من ابن لها في مراحل دراسية مختلفة، موضحة أنها تقدم كتب أبنائها نظير الحصول على كتب لمراحلهم الدراسية الحالية.
وأوضحت أم سارة، أنها اضطرت للحصول على كتب من ولية أمر، ليس توفيراً للنفقات، ولكن لكون مدرسة أبنائها تعتمد نظام (e-books) وهي الكتب الإلكترونية على الإنترنت، مضيفة أن ابنتها تدرس على التابلت إلكترونياً، ولكنها وجدت ولية أمر تطرح كتب الصف الدراسي لابنتها، فطلبت الحصول عليها حتى تتمكن من الشرح لابنتها عبر الكتاب.
إلى ذلك، أكدت إدارات مدارس خاصة في الشارقة، أن الكتب والزي المدرسي يجري تسليمهما خلال أيام الدوام، وبصورة منظمة منعاً للتكدس والازدحام، وعزت ذلك إلى حرصها على اتباع نظام يحقق سلامة الطلبة ويحافظ على المسافات البينية الآمنة، في ظل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أنها تتيح إمكانية اعتماد ذوي الطلبة على غيرهم من الآباء في الحصول على الكتب المدرسية، حرصاً منها على التخفيف عن كاهل الآباء، مؤكدة أنها تعتمد مرونة أكبر في هذا الشأن.
تجمعات توزيع الكتب
دعت هيئة الشارقة للتعليم الخاص، لتجنب وجود طوابير أو تجمعات من ذوي الطلبة خلال عمليات توزيع الكتب المدرسية والزي المدرسي، مؤكدة أنه يجب التخطيط لمثل هذه الأنشطة بعد اليوم الدراسي وبعد مغادرة الطلبة لمبنى المدرسة. وأوضحت الهيئة في الدليل الإرشادي لتشغيل المدارس الخاصة خلال العام الدراسي الجديد، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أنه يجب التأكد من تعبئة الكتب المدرسية والزي المدرسي وتطهيرها أو تعقيمها بشكل صحيح قبل بدء عملية التوزيع.