تنمو رئة الطفل في الفترة بين ولادته وعامه السادس، ما يجعله حسّاساً بشكلٍ خاصّ تجاه الموادّ الكيميائية الصادرة من السجائر. ووفق موقع GLOBULX la santé de la vie الفرنسي، فإن التبغ يحوي 4000 مادة كيميائية من بينها النيكوتين، المادّة المنشّطة التي تصل بسرعة إلى الدماغ، فضلاً عن المنتجات السامّة الأخرى مثل أوّل أوكسيد الكربون والموادّ المهيّجة كالألدهيدات والأكرولين ومشتقات الزرنيخ والأمونيا، وأكثر من 50 من الموادّ المسرطنة كالقطران ومادّة البيزوبيرين المستخلصة من النفط والغاز.
ما يجهله الأهل غالباً، أنّ أثر السجائر لا ينتهي مع انتهاء فعل التدخين، بل إن الموادّ السامّة تصبح جزءاً لا يتجزّأ من المكان كالجدران والأرضيات والستائر، وهي أماكن يوجد فيها الأطفال في ظلّ ضعف أجهزة مناعتهم. ما يعني أن تنشّقهم لأيّ انبعاث ناتج من سيجارة أو غبار من جزئيات عالقة في الأرض، مسألة من شأنها أن تؤذي الطفل الرضيع بشكلٍ خاصّ.
وفي حديث الأرقام 60 إلى 100 ألف طفل يصاب سنوياً بأعراض صحّية نتيجة التدخين، مئة طفل من بينهم يموت سنوياً. ذلك أن الاستنشاق السلبي لدخان السجائر يغيّر نموّ الرئة لدى الأطفال الرضّع ويعزز أكثر الأعراض والاضطرابات التنفسية، كالسعال والصفير عند التنفّس والتهاب الشعب الهوائية، والتهابات الأذن المتكررة، والربو. والأهم من ذلك أن التدخين يفاقم الأمراض التنفّسية المزمنة مثل التليّف الكيسي. والغريب، وفقاً لمسح أجرته الولايات المتحدة أخيراً، أن التدخين يضاعف خطر تسوّس الأسنان لدى الأطفال بنسبة 27٪.