في الوقت الذي تستغيث فيه آلاف الأسر السودانية بمناطق عدة في البلاد، بسبب الدمار الكبير الذي خلفته الأمطار والسيول التي ضربت البلاد، خاطب الرئيس عمر البشير الشعب السوداني من قاعة الصداقة العتيقة عند مقرن النيلين، معلنا عن موعد انعقاد المؤتمر العام للحوار الوطني في العاشر من أكتوبر من الجاري.
وتحولت العاصمة السودانية إلى مدينة عائمة، من جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت أسوار المدينة، التي تعاني من سوء وترهل قنوات الصرف، حيث أطلق سكان عدة مناطق بالخرطوم نداءات استغاثة، فيما أعلن نشطاء عن حملات إغاثة كحملة “نفير”، التي سبق أن أطلقت حملة كبيرة في السابق وتلقت تبرعات من السودانيين في الخارج والداخل.
مدينة عائمة
وتداول نشطاء صورا لشوارع الخرطوم وقد اختفت ملامحها من جراء سوء قنوات التصريف، كذلك صالة المغادرة بمطار الخرطوم الدولي التي تحولت إلى بركة مياه.
وفي كسلا شرق البلاد، لم يتأخر نهر القاش عن موعده السنوي مع المدينة، حيث دمرت الفيضانات مئات المنازل، وخلفت أضرارا مادية بأكثر من 30 ألف منزل، مما أجبرت نحو 3 آلاف أسرة على الهروب إلى الجبال تجنبا للسيول.
كان وزير الداخلية السودانية قد كشف، الجمعة، أن 13 ولاية من أصل 18 تضررت من الفيضانات، التي أسفرت عن مقتل 76 شخصا ودمرت آلاف المنازل.
حوار وأمطار
ويبدو أن الشارع السوداني الذي تتقاذفه مياه الأمطار والسيول، لا يأبه بمخرجات الحوار بين الحكومة وفصائل المعارضة، بل يبحث عن سبل البقاء ودرء غضب الطبيعة، محملا الحكومة مسؤولية الخراب والدمار الذي خلفته الأمطار والسيول التي قضت على الأخضر واليابس، بعدم توفيرها لقنوات الصرف، قبل موعد الخريف.
وتستضيف العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في العاشر من أكتوبر المقبل مؤتمر الحوار الوطني بين الحكومة السودانية وقوى “نداء السودان” الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، من أجل الخروج بوثيقة وطنية تعالج أزمات البلاد، وإدارة الأزمة المقبلة.
خريطة الطريق
ومن المنتظر أن يوقع “نداء السودان” الاثنين، خلال اجتماعه بثابو أمبيكي، الوسيط الإفريقي، في أديس أبابا. على خريطة الطريق للسلام والمصالحة، في مؤشر على حدوث انفراجه في عملية السلام المتعثرة.
وكانت الفترة الماضية، قد شهدت ضغوطا مكثفة على قوى “نداء السودان” للتوقيع على خريطة الطريق، ورفضت المعارضة السودانية التوقيع على خريطة طريق طرحتها الوساطة الإفريقية في مارس الماضي بينما وقعت عليها الحكومة السودانية لوحدها بدعم ومساندة من الآلية الإفريقية رفيعة المستوى التي تقود وساطة بين الحكومة والمعارضة.
تتضمن خريطة الطريق لعملية سلام السودان إجراءات لوقف النار والعداءات، وتطبيق الترتيبات الأمنية في مناطق النزاع بإقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وإيصال المساعدات الإنسانية والحل السياسي والحوار الوطني.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، قد قال في اجتماع الجمعية العمومية لمؤتمر الحوار الوطني السبت الماضي، إن “البلاد تستشرف مرحلة جديدة في مسيرة العمل الوطني، وتجدد عزمها على تجاوز التحديات واستكمال البناء الوطني”.