تسجيل الدخول

السراج المنير قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

واحة الأدب
زاجل نيوز15 ديسمبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
السراج المنير قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

8983-4

د.ناصر الزهراني

تعجب الخلق من دمعي ومن ألمي *** وما دروا أن حبي صغته بدمي

أستـغفر الله ما ليـلى بفاتنتي *** ولا سعاد ولا الجــيران في أضم

لكن قلبي بنار الشوق مضطرم *** أف لقلب جمـود غير مضـطرم

منحت حبي خير الناس قاطبة *** برغم من أنـفه لا زال في الـرغم

يكفيك عن كل مدحٍ مدحُ خالقه *** وأقرأ بــربك مبدأ سورة القلم

شهم تشيد به الدنيا برمتها *** على المنـائر من عرب ومن عجم

أحيا بك الله أرواحا قد اندثرت *** في تربة الوهم بين الكأس والصنم

نفضت عنها غبار الذل فاتقدت *** وأبــدعت وروت ما قلت للأمم

ربيت جيلا أبيا مؤمنــا يقظا *** حسو شــريعتك الغراء في نهم

مـحابر وسـجلات وأندية *** وأحـرف وقـواف كن في صــــمم

فمن أبو بكر قبل الوحي من عمر ** ومــن علي ومن عثمان ذو الرحم ؟

من خالد من صلاح الدين قبلك *** من مالك ومن النعمـان في القمم ؟

من البخاري ومن أهل الصحاح ** ومن سفيان والشافعي الشهم ذو الحـكم ؟

من ابن حنبل فينا وابن تيمية *** بل المــلايين أهل الفضل والشمم ؟

من نهرك العذب يا خير الورى اغترفوا*** أنت الإمــام لأهل الفضل كلهم

ينام كسرى على الديباج ممتلئا *** كبرا وطـــوق بالقينـات والخـدم

لاهم يحمله لا دين يحكمه *** على كؤوس الخنــا في ليل منسـجم

أما العروبة أشلاء ممزقة *** من التسلط والأهـواء والغشم

فجئت يا منقذ الإنسان من *** خطر كالبدر لما يجـلي حالك الظلم

أقبلت بالحق يجتث الضلال *** فلا يلقى عـدوك إلا علقم الندم

أنت الشجاع إذا الأبطال ذاهلة *** والهندواني في الأعنـاق واللــمم

فكنت أثبتهم قلبا وأوضحهم *** دربا وأبـعدهم عن ريبـــة التـــــهم

بيت من الطين بالقرآن تعمره *** تبا لقصــر منيف بـــــات في نغم

طعامك التمر والخبز الشعير *** وما عينـاك تعـدو إلى اللـذات والنعم

تبيت والجوع يلقى فيك بغيته *** إن بــات غيرك عبد الشــحم والتخم

لما أتتك { قم الليل } استجبت لها *** العيــن تغفو وأمــآا القلب لم ينم

تمسى تناجي الذي أولاك نعمته *** حتى تغلـغلت الأورام في الــــقدم

أزيز صدرك في جوف الظلام سرى *** ودمع عينــــيك مثل الهاطل العمم

الليل تســهره بالوحي تعمــره *** وشيـــبتك بهـود آية استــــقم

تسـير وفق مـراد الله في ثقة *** ترعاك عين إلـه حــافظ حكم

فوضت أمــرك للديان مصطبرا *** بصــدق نفس وعزم غير منثلم

ولَّى أبــوك عن الدنيا ولم تره *** وأنت مرتــهن لا زلــت في الرحم

ومــاتت الأم لمّا أن أنست بها *** ولم تكـن حين ولــت بالغ الحلم

ومــات جدك من بعد الولوع به *** فكنت مـن بعدهم في ذروة اليتم

فجاء عمــك حصنا تستكن به *** فاختـاره الموت والأعداء في الأجم

تــرمى وتؤذى بأصناف العذاب *** فمـا رئيت في كــوب جبار ومنتقم

حتى عــلى كتفيك الطاهرين رموا *** سلا الجزور بكـف المشرك القزم

أما خديــجة من أعطتك بهجتها *** وألبستك ثيـاب العطف والكرم

غدت إلى جنــة الباري ورحمته *** فأسلمـتك لجرح غير ملتئم

والقلب أفعم من حب لعائشة *** ما أعظم الخطب فالعرض الشريف رمي

وشـــج وجهك ثم الجيش في أحد *** يعــود ما بين مقــتول ومنهزم

لمـــا رزقت بإبراهيم وامتلأت به *** حيــاتك بات الأمـــر كالعدم

ورغــم تلك الرزايا والخطوب وما *** رأيت من لـوعة كبرى ومن ألم

ما كنت تحمل إلا قلــب محتسب *** في عزم متـقد في وجه مبتسم

بنيت بالصبــر مجدا لا يماثله *** مجد وغـيرك عن نهج الرشاد عمى

يا أمة غفلت عن نهجه ومضـت *** تهيم من غير لا هدى ولا علم

تعيش في ظلــمات التيه دمرها *** ضعــف الأخوة والإيمان والهمم

يوم مشـرقة يوم مغربة *** تسعى النيـل دواء من ذوي سقم

لن تهتـدي أمة في غير منهجه *** مهما ارتضت من بديع الرأي والنظم

ملح أجاج ســراب خادع خور *** ليســت كمثل فرات سائغ طعم

إن أقفــرت بلدة من نور سنته *** فطائر السـعد لم يهوي ولم يحم

غنى فــؤادي وذابت أحرفي *** خجلا ممـــن تألق في تبجيله كلمي

يا ليتـني كنت فردا من صحابته *** أو خــادما عنده من أصغر الخدم

تجود بالدمـع عيني حين أذكره *** أما الفــؤاد فللحوض العظيم ظمي

يا رب لا تحـرمني من شفاعته *** في موقف مــفزع بالهول متسم

ما أعـذب الشعر في أجواء سيرته *** أكرم بمبتدأ مــنه ومــــختتم

أبدعـت ميمية بالحب شاهدة *** أشدوا بها من جـوار البيت والحرم

بقدر عمرك ما زادت وما نقصت *** والفضـل فيها لرب الجود والكرم

تغنيــك رائعتي عن كل رائعة *** ممـا سيأتي ومما قيل في القدم

لأنها مــن سليل البيت أنشدها *** لجـده في بديـع الصوت والنغم

إن كان غيري له من حبكم نسب *** فلي أنا نسـب الإيمان والرحم

إن حل في القلب أعلى منك منزلة *** في الحب حاشا إلهي بارئ النسم

فمزق الله شريــاني وأوردتي *** ولا مشت بي إلي ما أشتهي قدمي

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.