الفتوى هي ما يفتي بها العالم بعلوم الدين أو المفتي في قضايا الشرع، ليبين الحكم الصحيح للناس، ولكن في عصرنا هذا أصبحت الفتاوى الدينية لا تقتصر على رجال الدين والأزهر فقط، بل أصبحت للفنانين والأطباء وغيرهم، الذين أصبح لهم آراء وفتاوى دينية غريبة وصادمة للناس.
“السجائر لا تفطر”
ومن أبرز الفتاوى، هذه الفتوى التي صدرت عن جمال البنا، الشقيق الأصغر لحسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان في مصر، وقال فيها إن المسلم الذي أدمن التدخين يسمح له بالتدخين في أثناء الصيام بحجة أنه ليس من المفطرات.
وقال جمال: ” قيام الصائم بالتدخين في نهار رمضان لا يفطره، فلا يكلف الله إنسانا ما لا طاقة له به، وإذا كان هناك نوع من العنت والحرج في أن يدخن وهو صائم، فنقول لا عنت في الدين ولا حرج”.
وأصّل الفتوى بناء على رأي الإمام ابن عابدين، وهو من كبار فقهاء الحنفية، والذي أباح التدخين في رمضان، حيث أباح التدخين في أثناء الصوم، فمثله مثل البخور والذي يصل تأثيره إلى الجهاز العصبي، وهو أقرب شيء لتدخين السجائر.
وأضاف البنا أن القول بالحرام والحلال يؤخذ به من دون مناقشة، إذا نصّ عليه القرآن الكريم، ويمكن أن يؤخذ به إذا كان في السنة، لكن إذا لم يكن موجودا في القرآن أو السنة، فالعملية تكون اجتهادية بحتة.
وتابع قائلا: “إذا كان التدخين والبخور ليسا مغذيين، فهما ليسا مفطرين للصائم، فمثلا استثنى الفقهاء الحقنة التي تغذي الإنسان من المفطرات حتى لو كانت في العضل، فإذا كان القياس على ذلك بالنسبة للتدخين، فمن باب أولى أن هذه الحقنة مفطرة، مشيرا إلى أن المفطرات الواردة هي الطعام والشراب والمخالطة الجنسية، وأي شيء غير ذلك يدخل في باب الاجتهاد القابل للخطأ والصواب”.