عندما يبدو أن الروبوتات تتفاعل مع الناس وتُظهر مشاعر شبيهة بمشاعر الإنسان، فقد ينظر إليها الناس على أنها قادرة على «التفكير» أو التصرف بناء على معتقداتها ورغباتها الخاصة، وأنها ليست مبرمجة آلياً.
زاجل نيوز، ٢٠، تموز، ٢٠٢٢ | تكنولوجيا
وهذه النتيجة توصل إليها فريق بحثي إيطالي، بعد تجارب تفاعلية أُجريت بين البشر وروبوت «بشري» يدعى iCub، طوّره المعهد الإيطالي للتكنولوجيا الذي يختبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تُمكّن الروبوت من إصدار تعابير وحركات واقعية تشبه البشر، ونشروا نتائج الدراسة في دورية «تكنولوجي مايند آند بيهافير».
من جهتها تشير أجنيسكا فيكوفسكا، قائدة وحدة الإدراك الاجتماعي في التفاعل بين الإنسان والروبوت في المعهد الإيطالي للتكنولوجيا، قائدة فريق البحث، إلى أن «العلاقة بين الشكل المجسّم والسلوك الشبيه بالبشر والميل إلى إسناد الفكر المستقل والسلوك المتعمد إلى الروبوتات، لم يتم فهمها بعد».
ومن خلال 3 تجارب شملت 119 مشاركاً، درس الباحثون كيف يمكن للأفراد إدراك تصرفات الروبوت iCub، بعد التواصل معه ومشاهدة مقاطع فيديو له.
وقبل التفاعل مع الروبوت وبعده، أكمل المشاركون استبانة، في حين عُرضت عليهم صور للروبوت في مواقف مختلفة، وطُلب منهم اختيار ما إذا كان دافع الروبوت في كل موقف ميكانيكياً أم مقصوداً.
وفي التجربتين الأوليين، تحكم الباحثون عن بُعد في تصرفات الروبوت، بحيث يتصرف بشكل اجتماعي، ويُحيّي المشاركين، ويقدم نفسه ويطلب من المشاركين أن يعرفوه بأنفسهم.
وكانت الكاميرات في عيني الروبوت قادرة أيضاً على التعرّف إلى وجوه المشاركين والحفاظ على التواصل البصري معهم، ثم شاهد المشاركون ثلاثة مقاطع فيديو وثائقية قصيرة مع الروبوت، بعد أن تمت برمجته للرد على مقاطع الفيديو بالأصوات وتعبيرات الوجه بالحزن أو الرهبة أو السعادة.
وفي التجربة الثالثة، برمج الباحثون الروبوت ليتصرف بشكل أكبر كآلة وليس ك«بشر» في أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو مع المشاركين؛ إذ تم إلغاء تنشيط الكاميرات الموجودة في عيني الروبوت حتى لا يتمكن من الحفاظ على الاتصال البصري معهم، وقام فقط بنطق جمل مسجلة للمشاركين حول المواقف التي كان يمر بها، أما جميع ردود الفعل العاطفية على مقاطع الفيديو فقد حل محلها «صوت تنبيه»، وحركات متكررة لجذع الروبوت ورأسه ورقبته.
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين شاهدوا مقاطع فيديو باستخدام الروبوت الشبيه بالبشر كانوا أكثر تعرضاً لتقييم تصرفات الروبوت على أنها مقصودة، وليست مُبرمجة، في حين أن أولئك الذين تفاعلوا فقط مع الروبوت الشبيه بالآلة لم يفعلوا ذلك.
وعن دلالات التجربة تقول فيكوفسكا: «تُظهر النتائج أن التفاعل مع الروبوت الذي يتصرف بطريقة شبيهة بالإنسان، يزيد بالفعل من احتمالية إسناد الفاعلية المقصودة إليه. إن هذا لا يرجع إلى مجرد التواصل مع الروبوت؛ بل بسبب سلوكه الشبيه بالبشر».
وحول أهمية النتائج تقول فيكوفسكا: «يمكن أن توجّه هذه النتائج عملية تصميم الروبوتات الاجتماعية في المستقبل؛ إذ تُظهر نتائجنا أن الروبوتات التي تبدو شبيهة بالبشر تزيد من احتمالية معاملتها كشركاء تفاعل، ويمكن أن يؤخذ هذا في الاعتبار عند تطوير الروبوتات المساعدة اجتماعياً».
زاجل نيوز