فيما دخل قرار عزل لواء الرمثا في محافظة إربد عن باقي المحافظات، حيز التنفيذ، بعد تسجيل 39 حالة إصابة بفيروس كورونا خلال العشرة أيام الماضية، بدت الحياة طبيعية في اللواء أمس، ولم تشهد الشوارع ازدحامات والأسواق تهافتا من قبل المواطنين.
وشهدت المحال التجارية في مدينة الرمثا حركة طبيعية من المواطنين لشراء احتياجاتهم في ظل إجراءات العزل والحظر التي ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من الساعة السادسة صباحا ولغاية الساعة الثامنة مساء.
وقال صاحب محل تجاري محمد الجمال، إن الإقبال على شراء المواد التموينية كان طبيعيا، رغم إجراءات عزل اللواء عن باقي ألوية المحافظة، مرجعا ذلك الى السماح بالتجول للمواطنين من الساعة السادسة ولغاية الثامنة مساء وهو وقت كاف ليتمكن المواطنون من التزود باحتياجاتهم.
ولفت الى أن جميع المواد التموينية في اللواء متوفرة وبكميات كبيرة، تكفي حاجة اللواء لعدة أسابيع.
وقال صاحب مطعم في الرمثا فراس بشابشة، إن المطاعم في الرمثا ستتأثر بقرار العزل والحظر، وخصوصا وأن الإقبال على المطاعم يتم في ساعات المساء في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ودعا البشابشة الى ضرورة السماح للمطاعم باستمرار عملها للساعة 11 شريطة عدم استقبال الزبائن داخل المحل وان يكون البيع مباشرا وخارج المحل أو التوصيل للمنازل “اون لاين”.
وأشار إلى أن العديد من المطاعم ستتأثر في ظل العزل والحظر، وهو ما سيخلف بطالة في صفوف العاملين، وخصوصا وأن المطاعم تعمل على نظام الفترتين.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية لمتابعة ملف كورونا في محافظة اربد، محافظ اربد رضوان العتوم، إن اللجنة اجتمعت واتخذت قرارات بإغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى الرمثا.
وأشار إلى أن تلك المنافذ ستخضع لرقابة من قبل القوات المسلحة والأمن العام ولن يسمح بالدخول والخروج إليها إلا بتصاريح رسمية، وبالحد الأدنى للحفاظ على سلامة المواطنين.
وأضاف العتوم أن جميع التصاريح القديمة في لواء الرمثا تم إلغاؤها، وسيصار إلى إصدار تصاريح جديدة للحالات الإنسانية والطارئة لاستدامة الحياة في اللواء.
وقال رئيس بلدية الرمثا الكبرى المهندس حسين أبو الشيح، إن هذه الإجراءات جاءت لحماية المواطنين في اللواء، مؤكدا أنه في ظل عودة تسجيل الإصابات في مدينة الرمثا، فإن عزل اللواء أصبح ضرورة ملحة تخوفا من تزايدها.
وأشار إلى أن البلدية وبالتنسيق مع اللجنة التنفيذية في محافظة اربد، ستقوم باستدامة عمل البلدية للحفاظ على البيئة في اللواء والقيام بأعمال رش بالمبيدات لشوارع المدينة والمنازل المعزولة.
وأكد أبو الشيح، أن هناك التزاما كبيرا من المواطنين في اللواء بإجراءات الصحة والسلامة العامة والتباعد الجسدي ولبس الكمامات في ظل ازدياد عدد حالات الإصابة.
وأشار إلى أن جميع المواد التموينية متوفرة في المحال التجارية ولا داعي للتهافت على الشراء، وخصوصا وان الحظر سيكون جزئيا وليس شاملا وبإمكان المواطنين في اللواء الخروج للتسوق بالفترة المسموح بها من الساعة السادسة صباحا ولغاية الساعة الثامنة مساء.
وأكد عضو مجلس محافظة اربد عن لواء الرمثا محمد خير الخزاعلي انه كان الأَوْلى بالحكومة ضبط الحدود لمنع وقوع الإصابات، مبينا أن الوضع في الرمثا طبيعي بالرغم من إجراءات العزل التي ستتم صباح اليوم.
ولفت الخزاعلي إلى أن المواطنين في الرمثا ملتزمون بأمر الدفاع 11 وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، إلا أن تحديد ساعات الحظر سيؤثر على الحركة التجارية في اللواء.
وأكد أن إقبال المواطنين على التسوق والمطاعم سيكون في ساعات المساء، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدا أن خسائر كبيرة سيتكبدها التجار في حال استمر العزل لأكثر من أسبوع.
وأشار إلى أن الإجراءات الحكومية بعزل لواء الرمثا سيتسبب بمعاناة عدد كبير من المرضى أثناء ذهابهم للمستشفيات خارج اللواء، ويتطلب حصولهم على تصاريح، الأمر الذي يتطلب تسهيل الحصول على تصاريح للحالات الإنسانية.
بدورها، قالت مديرة صحة لواء الرمثا الدكتورة إخلاص السعد، إنه تم عزل أكثر من 20 منزلا في لواء الرمثا بعد تسجيل 19 إصابة جديدة في اللواء ليرتفع العدد المسجل منذ الأزمة الجديدة إلى 39 حالة.
وأشارت إلى أن فرق الاستقصاء الوبائي ما تزال تقوم بسحب العينات من المخالطين للمصابين، مشيرة الى انه جرى نقل الحالات الشديدة منها إلى مستشفى الأمير حمزة بعمان، فيما نقلت الحالات التي تعاني أعراضا خفيفة إلى منطقة العزل في البحر الميت.
وأكدت أن الوضع الوبائي في اللواء تحت السيطرة، وخصوصا وان مصدر الإصابة لجميع المصابين معروف ويتم سحب عينات من المخالطين لهم.
ودعت السعد المواطنين في اللواء إلى ضرورة الالتزام في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وخصوصا في ظل ازدياد عدد الإصابات، مؤكدا أن عزل اللواء سيسهل من عمل فرق الاستقصاء الوبائي ويضمن تواجد المواطنين داخل منازلهم لسحب العينات منهم.
وأعلنت مديرية أوقاف الرمثا عن استمرارها بفتح جميع المساجد في اللواء، وإقامة جميع الصلوات وصلاة الجمعة بالرغم من قرار عزل اللواء، وفق مدير الأوقاف رائد جروان.
وقال جروان انه بإمكان المصلين الذهاب إلى المساجد وأداء جميع الصلوات، مع ضرورة المحافظة على وسائل الصحة والسلامة العامة وارتداء الكمامات والقفازات وإحضار سجادة خاصة.
وفيما يتعلق بصلاتي العشاء والفجر، أشار جروان إلى أن الذهاب إلى المساجد سيكون سيرا على الأقدام، مؤكدا أن فرق تفتيش ستنفذ جولات على المساجد وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم وزارة العمل محمد الزيود، إن العاملين في القطاع الخاص خارج لواء الرمثا ويسكنون داخل اللواء، أو الذين يسكنون خارج اللواء وعملهم داخله، غير مطلوب منهم التوجه للعمل طيلة فترة العزل، ويطبق من حيث الأجور بهذه الحالة ما يطبق في القطاعات الأكثر تضررا أي أن العامل يستحق 50 % من الأجر على أن لا يقل الأجر بعد الخصم عن 220 دينارا.
وأكد الزيود أن هذا المنع لا ينطبق على العاملين الذين يسكنون اللواء ويعملون به.
كما عمم رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور صائب خريسات على عمداء الكليات ومدراء الوحدات والمراكز والدوائر الإدارية بإبلاغ أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية القاطنين في لواء الرمثا، بعدم الحضور للعمل اعتبارا من الأحد، وحتى تحسن الوضع الوبائي.
وجاء تعميم خريسات بناء على تعليمات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ونظرا للوضع الوبائي في لواء الرمثا مؤخرا والذي أدى إلى عزل اللواء.
يأتي ذلك في الوقت الذي عممت فيه إدارة مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، بعدم التحاق كافة العاملين في لواء الرمثا بالدوام في المستشفى اعتبارا من صباح اليوم الاثنين ولإشعار آخر، على ان يتم وضع برنامج من قبل مدراء الدوائر لضمان سير العمل.
وحسب التعميم فإنه يمنع زيارة المرضى في المستشفى، وعدم استقبال المرضى في العيادات الخارجية إلا بموعد رسمي مبرمج اعتبارا من اليوم.
وكان مدير عمليّات خلية أزمة كورونا العميد مازن الفراية، قال إنه تقرر عزل لواء الرمثا عن باقي ألوية محافظة إربد، وعن باقي محافظات المملكة، اعتبارا من الساعة السادسة من صباح اليوم الاثنين الموافق 17 آب الجاري، وحتى يَسمح الوضع الوبائي في اللواء برفع هذا العزل.
وتابع الفرّاية، أنه فيما يتعلق بساعات حظر التجول داخل اللواء، فقد تقرر أن تكون من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا اعتبارا من اليوم الاثنين، مع استمرار حرية الحركة ونشاطات المنشآت في اللواء ضمن الساعات المسموح بها العمل والحركة.
وأضاف أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية، لضمان تنفيذ العزل بطريقة تراعي احتياجات المواطنين في اللواء.
وبين أن هذا الإجراء الاحترازي، يأتي لحماية أهل اللواء، ومنع انتشار الوباء في باقي ألوية محافظة إربد والمملكة، وبهدف المحافظة على الحالة الوبائية العامة في مستويات جيدة على المستوى الوطني.
ودعا العميد الفراية المواطنين في لواء الرمثا، إلى أعلى درجات الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية المنصوص عليها في أمر الدفاع 11، والتي “ستمكننا من استعادة الاستقرار الوبائي في اللواء بشكل أسرع”.
وأوضح وزير الصناعة والتجارة، طارق الحموري، أنه سيتم السماح بالحد الأدنى بخروج ودخول الموظفين من حملة التصاريح إلى لواء الرمثا، ولسلاسل التزويد الغذائي والدوائي والطاقة الدخول بحمولاتهم الضرورية.
ويتبع لواء الرمثا لمحافظة إربد، التي سبق أن خضعت لعزل عن باقي محافظات المملكة، منذ بدء انتشار الفيروس في المملكة آذار (مارس) الماضي.
وكانت محافظة إربد شهدت في آذار الماضي عزلا بشكل كامل عن باقي محافظات المملكة، وعزل القرى والمناطق داخل المحافظة نفسها عن بعضها البعض لتسجيل المحافظة أكثر الإصابات بالفيروس، في محاولة لاحتواء المرض والسيطرة عليه.
وتم لحظة الإعلان عن عزل المحافظة منع المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها، فيما انتشرت قوات الجيش والأمن على جميع مداخل ومخارج المحافظة لتنفيذ القرار.
وسمح للمواطنين القاطنين في المحافظة بقضاء حاجياتهم سيرا على الأقدام وبشكل فردي وبدون استخدام أي وسيلة نقل، على أن تستمر الحكومة بالتعاون مع القوّات المسلحة والأجهزة الأمنية بإيصال الخدمات الضرورية للمواطنين في المناطق المعزولة.
يشار إلى أن عدد الحالات التي سجلتها محافظة إربد منذ بداية أزمة كورونا ولغاية أمس بلغت أكثر من 215 إصابة موزعين على مناطق مختلفة في المحافظة.