انتفض العالم العربي في وجه الحملة المسعورة التي تستهدف المملكة العربية السعودية، ومحاولات الإساءة التي يقوم بها الإعلام المأجور في محاولة يائسة للنيل منها، ففيما ندّد مجلس التعاون الخليجي بالاتهامات الزائفة والادعاءات الباطلة، شدّدت الجامعة العربية على رفضها التلويح بعقوبات ضد السعودية، وبينما أكّدت مملكة البحرين تضامنها التام مع السعودية في محاولات النيل منها، ورفضها محاولات مس مكانتها وسيادتها، أعلنت الأردن وفلسطين وقوفهما مع المملكة في مواجهة الشائعات وحملات الاستهداف.
واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. عبد اللطيف بن راشد الزياني الحملة الإعلامية التي تتعرض لها السعودية، على خلفية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في تركيا. وقال: «إن ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام العربية والدولية هو اتهامات زائفة وادعاءات باطلة لا تستند إلى حقائق، وتهدف إلى الإساءة إلى المملكة العربية السعودية».
وأوضح الزياني أن بعض وسائل الإعلام انتهكت مبادئ مواثيق الشرف الإعلامي، وخرجت عن المهنية والموضوعية، وصارت تبث الأكاذيب وتزيّف الحقائق لأهداف سياسية مكشوفة، مؤكداً أن المملكة حافظت دائماً على تقاليدها الراسخة، مراعية الأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية. وأكد أن المملكة برهنت على حرصها على كشف حقيقة اختفاء جمال خاشقجي بوصفه مواطناً من مواطنيها، ولم تتردد في طلب تشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع الجانب التركي لكشف ملابسات القضية بكل شفافية.
صف واحد
بدورها، أكدت مملكة البحرين تضامنها التام مع المملكة العربية السعودية ضد كل مَنْ يحاول النيل منها أو يسعى إلى الإساءة إليها، ورفضها الشديد لكل من يحاول مسّ سياستها ومكانتها وسيادتها. وأعربت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان، عن تقديرها العميق للمكانة الرفيعة التي تتمتع بها السعودية، «وهي الركيزة الأساسية لأمن واستقرار العالمين العربي والإسلامي والأساس المتين والركن القوي لاستقرار المنطقة، بأدوارها الرائدة ومبادراتها البنّاءة لأجل الأمن والاستقرار والرخاء على الصعيدين الإقليمي والدولي».
وجددت مملكة البحرين «وقوفها الثابت في صف واحد إلى جانب المملكة العربية السعودية في كل ما تنتهجه من سياسات رشيدة وما تبذله من جهود جبارة لأجل مواجهة مختلف التهديدات والمخاطر التي تحدق بالمجتمع الدولي، وفي مقدمتها التطرّف والإرهاب». وأشادت البحرين بما تقوم به السعودية من «مساعٍ حثيثة لتعزيز التعاون الدولي على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، بما لديها من إمكانيات هائلة ومقومات كبيرة تسخرها في تعزيز السلام والاستقرار في مختلف أنحاء العالم».
مساندة عمانية
وأكدت سلطنة عمان مساندتها لجهود السعودية لاستجلاء الحقيقة فيما يتعلق بقضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ودعت، مساء الأحد، إلى عدم التسرع، وإلى التثبت قبل إصدار أي أحكام. وأصدرت وزارة الخارجية بياناً جاء فيه ما يلي: «انطلاقاً من العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط السلطنة وشقيقتها المملكة العربية السعودية، تابعت السلطنة باهتمام البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السعودية، وإذ تساند السلطنة المملكة في جهودها لاستجلاء الحقيقة، تدعو كل الأطراف المهتمة بالأمر إلى عدم التسرع والتثبت قبل إصدار أي أحكام مسبقة».
تقدير مواقف
إلى ذلك، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن بلاده «كانت ولا تزال وستبقى إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة». وأعرب عباس، في بيان له، عن «تقديره للمواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية، التي وقفت وتقف دوماً إلى جانب قضيتنا العادلة، وحقوق شعبنا الثابتة». وشدد على ثقته المطلقة بالمملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
رفض تلويح
من جهته، أعلن مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية رفض الجامعة التلويح بعقوبات ضد السعودية. وقال إنه من المرفوض تماماً في إطار العلاقات بين الدول التلويح باستخدام العقوبات الاقتصادية كسياسة أو أداة لتحقيق أهداف سياسية أو أحادية. وأضاف المصدر أنه فيما يخص مسألة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، فإن السلطات السعودية كانت قد أعلنت بوضوح تام تعاونها في إطار التحقيقات الجارية، وهو الأمر الذي يستلزم عدم الانجرار للتجني على المملكة من خلال توجيه تهديدات إليها أو ممارسة ضغوط عليها.
وأعرب المصدر عن التطلع إلى أن تشهد الفترة القريبة المقبلة جلاء الحقيقة، بما من شأنه أن يغلق الباب أمام أي تصعيد يمكن أن يؤثر في أمن المنطقة واستقرارها، سواء على المستوى السياسي أو المستوى الاقتصادي، مع الأخذ في الاعتبار الدور المهم للمملكة العربية السعودية في الحفاظ على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.