لا يزال هاجس القلق ينتاب الكثير من اولياء امور طلبة من بقائهم في المنازل للحصول على التعليم، بالرغم من المحاولات التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم في سد الثغرة التعليمية التي وقع بها الطلبة اثر جائحة كورونا الا انهم يفضلون عودة ابنائهم للمدراس نظرا لعدد من الاخطاء التقنية (خدمات الانترنيت وعدم توفر حواسيب او اجهزة ذكية) للتعلم عن بعد التي يواجهونها يوميا
واكد ذوو طلبة ان الاختبار التقييمي الذي جرى على منصة (درسك) لا يشكل اي نوع من انواع التقييم لاحتياجات الطلبة من التعلم التي افتقرت بشكل كبير الى مفهوم التعليم والتي اقتصرت على التلقين بشكل كبير وافقدتهم خبراتهم العلمية والمعرفية من كتابة وحساب
ورأى طلبة أن شرح المادة على منصة (درسك) تسبقهم دراسياً بسبب عدم شمولها لحل الأسئلة الوزارية وأنماط الإختبارات المتوقعة، مما اربك من ادائهم في هذا العام الدراسي
مؤكدين ان وقت شرح المادة قصير جداً مقارنة مع الشرح في التعلم الصفي حيث أنهم لا يراعون مستويات الطلاب وقدراتهم الفردية
المرشدة الاجتماعية ومعلمة مرحلة ثانوية فاطمة الكحلوت قالت: انه منذ إعلان بدء التعليم عن بعد إزداد قلق طلاب الثانوية العامة تجاه مستقبلهم الدراسي حيث أن 30% من الطلاب لا يملكون الهواتف زيادة عن ذلك أن الكثير من الطلاب لا يتوفر لديهم الإنترنت طوال الوقت
واشارت الكحلوت الى أن «انعدام التغذية الراجعة التي إعتاد عليها الطلاب في الصف أثرت عليهم وزادت من قلقهم تجاه الإختبارات»، مؤكدة ان «التغذية الراجعة تعطي الطلاب الكثير من الأمن والإطمئنان النفسي حول تقديم ردودهم بشكل عفوي وواضح فيقوم المعلم بالرد عليهم وهكذا تسيير العملية التعليمية داخل الغرف الصفية»
واكدت الكحلوت ان «التغذية الراجعة لها أهمية بالغة في معرفة تحصيل الطلاب ومعرفة مستواهم والتمكن من معالجة نقاط الضعف، كما أن العديد من الطلاب يعانون من فِهم اللغة الإنجليزية بسبب عدم ممارستها في حين يقوم المعلم على منصة درسك بشرح مادة الإنجليزية دون أي ترجمة للعربية ودون مراعاة مستوى وقدرات الطلاب، الامر الذي يترتب عليه آثار سلبية حول التعليم فقد يترك العديد منهم التعليم ويلجأ إلى العمل وقد يقبلون بأقل الأجور مقارنة مع غيرهم مما يفاقم مشكلات عديدة مستقبلا»
وكان وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي اكد ان زهاء 70% من الطلبة دخلوا على منصة (درسك)، حيث يتم ارسال التقارير يوميا لمديريات التربية والتعليم وتصبح مسؤولية المدرسة متابعة تعليم الطلبة للدخول للمنصة وليس الهدف منها رصد الحضور والغياب، بل أن يبقى الطالب منخرطا بالعملية التعليمية
مبينا إن التعليم عن بعد سيكون حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، وفور تحسن الوضع الوبائي سنعود لمدارسنا وجامعاتنا ورياض أطفالنا ويصبح التعلم الالكتروني معزز ومكمل للتعليم الوجاهي
وقال النعيمي إن الوزارة تدرك وجود أولياء أمور يقومون بحل الامتحانات عن أبنائهم، مشيراً إلى أن الولع بالعلامة وعشقها هو سبب هذه الظاهرة، وهو ما أوصلنا لأن تكون العلامة هي الفيصل والمحك حتى في امتحان الثانوية العامة وهو ما جعل تعليمنا قائم على التلقين .