أطلق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح ملتقى “إثراء المحتوى المعرفي في مجال التسامح” في دبي بمشاركة نخبة من الكتاب والناشرين والباحثين والمؤثرين والمبدعين الشباب ووسائل الإعلام التقليدية والحديثة، والفنانين.
جاء ذلك بحضور معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس المجلس الوطني للإعلام، وسعادة عفراء الصابري الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح، وسعادة منصور المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام وعبدالله النعيمي المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح بالإنابة، وعدد من القيادات الإعلامية والفكرية والأكاديمية.
وضم الملتقى 6 جلسات متخصصة تهدف إلى الخروج بتوصيات لتطوير وإثراء المحتوى المعرفي للتسامح بالامارات، وهي “الكتاب والناشرين”، و”مجالس الشباب”، و”المبدعين الشباب”، و”الإنتاج الفني”، ورواد التواصل الاجتماعي، والمبدعين الشباب، والتعليم.
ووجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان – في كلمته خلال افتتاح الملتقى – الشكر للمشاركين على إسهاماتهم وجهودهم في جلسات الملتقى، الذي نظمته وزارة التسامح والمجلس الوطني للإعلام، لمناقشة خطط العمل، في إثراء المحتوى المعرفي في مجال التسامح، خاصة ما يتعلق بوسائل الإعلام ودور النشر، والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي والكُتاب والفنانين ورموز الثقافة والفكر في المجتمع، والمؤلفين الشباب والمجالس الشبابية، بما يسهم في تشكيل الحياة في إماراتنا العزيزة على أسسٍ ثابتة من التعايش والتواصل الإيجابي بين الجميع من أجل تحقيق الخير والرخاء والاستقرار للجميع.
وأعرب عن اعتزازه بالرؤية الحكيمة لمؤسس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في احترام خصوصيات البشر ومعتقداتهم واختياراتهم وقبول التنوع والتعددية في خصائصهم وتعميق أواصر التعاون والعمل المشترك بين جميع الناس من أجل تحقيق السعادة وجودة الحياة للجميع، مؤكدا أن التسامح في فكر وإنجازات القائد المؤسس هو تجسيد حي لتعاليم الإسلام الحنيف، وهو الحياة في سلام مع الآخرين والانفتاح عليهم بإيجابية.
وأوضح أن التسامح هو الحرص الكامل على توفير الحياة الكريمة لجميع السكان، وهو الالتزام بتحقيق العدل والمساواة أمام القانون للتعامل مع الصراعات والنزاعات، وأداة فعالة لنشر المحبة والسلام، كما أنه الطريق لتحقيق التنمية الناجحة والمستدامة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي المنشود، وكذلك لتأكيد مكانة الإمارات في العالم، وبناء علاقات دولية إيجابية مع كل الأمم والشعوب.
وأشار إلى أن الإمارات في ظل قادتها المخلصين تسير على خطى مؤسس الدولة بالقول والعمل والالتزام القوي بأن يكون التعاون بين البشر والاحترام المتبادل بينهم أسلوب حياة في هذا الوطن العزيز، قائلا “يشرفنا أن نتقدم معاً بمناسبة انعقاد هذا الملتقى بعظيم الشكر وفائق التقدير والاحترام إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات بفائق الشكر وعظيم الامتنان لجهودهم المباركة كي تظل الإمارات دائما هي بلد الحكمة والسلام، وبلد التقدم والتنمية.
وأضاف معاليه أن الملتقى يركز على تنمية المعرفة في مجال التسامح بما يسهم في تنمية الإنسان وتمكينه من الحياة والعمل في هذا العصر، ودعم ارتباطه بالمجتمع من حوله وتشجيعه على السلوك الأخلاقي النبيل، مؤكدا أن إثراء المحتوى المعرفي في مجال التسامح ينطلق من قناعة قوية بأن الإنسان بمعارفه وقدراته وسلوكه هو أساس بناء المجتمع المتسامح والمسالم، كما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية والتمسك بالمبادئ والمعتقدات، والارتباط بالتاريخ والتراث والقدرة على التعامل الناجح والمثمر بين الجميع ومع الجميع.
كما أكد معاليه أن وزارة التسامح ستنفذ برنامجا شاملا للتأليف والترجمة والنشر في مجالات التسامح كافة، يستهدف جميع فئات السكان وبلغات مختلفة مستفيدة من الوسائط التقليدية والرقمية، كما ستعمل الوزارة على إيجاد مناخ عام يشجع على إنتاج هذه المعارف تعمل مع المؤلفين والفنانين والأدباء، وتقوم بالتنسيق والتعاون، مع مؤسسات المجتمع كافة، إضافة إلى تطويع المعارف العالمية، بما يتفق واحتياجات المجتمع والإنسان.
وأوضح أن وزارة التسامح تعمل دائما على دعم التألف وتشجيع الابتكار والتفكير الذكي والانفتاح الواعي على كل التجارب النافعة في العالم في ظل نظرة واثقة إلى المستقبل، بعيداً عن التطرف والتشدد والمغالاة.
ودعا معاليه المشاركين بالملتقى للدخول في شراكة فعالة من أجل تنمية الإنسان في هذا الوطن، والارتقاء بمعارفه ومداركه وقدراته كي يكون مواطناً صالحاً في هذا العصر، والإسهام في تشكيل مسيرة المجتمع ورفع مستوى الحوار فيه وتوصيل الآراء الناجحة ونبذ الأفكار الهدامة ونشر ثقافة التعايش والتسامح والسلام، مؤكدا أهمية الشراكة الفاعلة لأن يكون المحتوى المعرفي في مجال التسامح وسيلة جيدة للتعرف على الذات والتعرف على الآخر، وأسلوباً فعالاً لمناقشة تحديات العصر والتعامل معها بثقة واقتدار.
وعبر عن سعادته بتوقيع مذكرات تفاهم بين وزارة التسامح والمجلس الوطني للإعلام، كبداية لشراكات أوسع ..موضحا أن التعاون مع المجلس الوطني للإعلام يهدف إلى تأكيد دور وسائل الإعلام، التقليدية والحديثة، في نشر ثقافة التعايش والتعارف، في المجتمع العالم، وفي دعم اعتزاز المواطنين والمقيمين، على السواء، بقيم التسامح والسلام في فكر زايد وفي فكر قادة الإمارات وفي سلوك أبناء وبنات الإمارات.
وقال معاليه “إن الهدف من هذا التعاون هو تحقيق الإعلام الفعال عن أنشطة وبرامج التسامح في الدولة والعمل معاً من أجل إعداد مواد وخطط عمل إعلامية فعالة متعلقة بالتسامح من أجل أن يصبح الإعلاميون أنفسهم فرساناً للتسامح في المجتمع والعالم، مؤكدا أن العمل المشترك مع المجلس الوطني للإعلام سيمكن وزارة التسامح من التواصل مع كل فئات المجتمع الأطفال، والشباب، والنساء، وكبار السن من المواطنين والمقيمين على السواء”.
وأعرب عن أمله بأن يكون العمل المشترك بين الجميع على نحوٍ يُظهر الوجه الحضاري لدولة الامارات، ويؤكد الاعتزاز بالهوية الوطنية وتعميق القدرة على التواصل الإنساني مع العالم، متمنيا أن يشمل ذلك كل وسائل الإعلام، وأن نعمل معا في سبيل تنظيم أنشطة وفعاليات تجذب الجمهور وإلى علاقة قوية بين وزارة التسامح ووسائل الإعلام، بحيث يكون للإعلام دور مهم في التسامح، مشيراً إلى أن للتسامح من جانب آخر دوراً مهماً في تطوير عمل وسائل الإعلام، وعلى نحو يؤدي إلى خطوات فعالة لتأكيد دور الإعلام في تحقيق جودة الحياة.
وفيما يتعلق بالتعاون مع اتحاد دور النشر ..أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك أهمية التواصل مع الكُتاب والمؤلفين في الدولة إضافة إلى المتلقين لهذه الانتاجات من تربويين وأولياء أمور وغيرهم بهدف تحديد المجالات والموضوعات التي يهتمون بها، ومن ثم إنتاج المعرفة المطلوبة ونشر إنتاجهم وتعريف المجتمع بهم والاحتفاء بقدراتهم على إنتاج المعرفة في مجال التسامح، إضافة إلى توفير الحوافز ومنح الجوائز عن كل عمل نافع ومفيد.
وأوضح أن علاقة الوزارة مع دور النشر تهدف إلى تعبئة كل الجهود وبث المزيد من الحيوية والنشاط في بيئة الفكر والإبداع في دولتنا العزيزة باعتبار أن ذلك جزء مهم للغاية، من ثروة الوطن، وأن يكون التعاون حافزاً إلى أن تكون اللغة العربية وعاءً لإنتاج المعرفة في مجال التسامح أيضا.
ونبه إلى أنه من خلال العمل المشترك يمكننا تشجيع جهود المبدعين من أبناء وبنات الدولة من أجل أن تكون المعارف أدوات فعالة لمواجهة تحديات العصر حتى تكون الإمارات دائما جسرا لتلاقي الحضارات والثقافات في تناغم وتناسق.
وأكد معاليه “أن الشراكات المجتمعية في مجال التسامح هي تجسيد حي لحبنا الكبير لبلدنا الإمارات وحرصنا على تحقيق أهدافها وطموحاتها كافة، ما يمثله ذلك من وحدة العمل الوطني في سبيل نشر قيم الإمارات في تحقيق السعادة والسلام والتعايش والرخاء”.
من جهته أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أهمية الدور الذي يضطلع به رواد الإعلام والثقافة والفن تجاه نشر وترسيخ قيم التسامح والإخوة الإنسانية ..مثمنا عاليا الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة لهذه القطاعات.
وقال إن المحتوى الإعلامي والثقافي والفكري والفني هو الوسيلة الأسهل وصولا والأكثر انتشارا في المحتمعات، ونحن فخورون بالتعاون بين المجلس الوطني للإعلام ووزارة التسامح ومؤسسات وقطاعات الإعلام والثقافة والتعليم والفن وروادها لبحث الأفكار واعتماد منهجيات تدعم انتاج محتوى ثري ومتنوع يرسخ أسس التسامح والقيم والثوابت الوطنية الاصيلة في المجتمع الإماراتي إضافة إلى التعريف بالنماذج والمشاريع الخلاقة التي تنفذها وتتبناها المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات بما يضمن استمرارية هذه الرسالة الإنسانية من خلال الأجيال القادمة.
وتوجه معاليه بالشكر إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح على اهتمامه ومشاركته بفاعاليات الملتقى وإلى جميع الجهات والمؤسسات والأفراد الداعمين والمشاركين.
وأوضح معاليه أن هذا الملتقى سيقدم إضافات مبتكرة وقادرة على إثراء المحتوى المعرفي المستند لمبادئ التسامح والتآخي الإنساني في دولة الإمارات، حيث سيعمل المجلس الوطني للإعلام على دراسة المخرجات والأفكار كبداية لمرحلة تطبيق ما هو مناسب منها.