هي الإمارات، هي الأمن والأمان والاستقرار، هي العون والأمل، وهي الاقتصاد القوي، وهي وجهة الزوار، وقِبلة الشركات العالمية، هي القوة الناعمة التي أسست لها مركزاً قوياً بين دول العالم قاطبة، واسماً مُلهماً لكل شباب الوطن العربي، هي النمو والتنمية، وهي الإنسانية والخير والمحبة والسلام.
هذه الأشياء، وغيرها أشياء كثيرة، تقوم عليها مبادئ الدولة، ثبتت عليها منذ تأسيسها ولم تتخلَّ عنها أبداً، وهذه المبادئ هي المحرك الرئيس لسياسة الإمارات واقتصادها، وهذه المبادئ هي التي تحتويها كل رسائل الإمارات المباشرة وغير المباشرة، في كل الاستراتيجيات التي تضعها، والمشروعات التي تنفذها، والمبادرات التي تطلقها.
شهد مبادرة صنّاع الأمل، وهي الصناعة التي تُجيدها الإمارات، وتحاول جاهدة أن تجعلها الصناعة الرئيسة في الوطن العربي، فهي مبادرة إنسانية رائعة، نظمتها دبي وأرسلت قيمها ومعانيها الراقية، بشكل مباشر، إلى جميع أنحاء العالم العربي.
وقبل ذلك، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، عن عزمها استثمار 165 مليار درهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، لترسل رسائل سياسية واقتصادية قوية، خصوصاً أن هذا الإعلان، وفي هذا التوقيت، حيث الاقتصاد العالمي لا يمرّ في أحسن حالاته، يعكس من دون شك قوة اقتصاد دولة الإمارات، وجرأة المسؤولين فيها، والثقة غير المحدودة بإمكانات الدولة وموقعها وخططها الاستراتيجية.
المشروع يدعم الاقتصاد الوطني، هذه حقيقة، لكن هذا لا يعني أن نعتبره مشروعاً اقتصادياً بحتاً، فالاقتصاد مرتبط بالسياسة وبالوضعين الإقليمي والعالمي في كثير من الأحيان، وانعقاد مؤتمر أو ملتقى اقتصادي ضخم – بمشاركة وحضور عدد كبير من ممثلي الدول المتقدمة، ورجالات الاقتصاد العالمي من كل القارات – يعكس بالتأكيد الثقة التي يوليها العالم لاقتصاد الإمارات، ويؤكد أنها مركز اقتصادي مهم في المنطقة والعالم.
إطلاق مشروعات استثمارية ضخمة له دلالات عديدة، لاسيما أنها تعكس الاستقرار السياسي الذي تتمتع به دولة الإمارات، فرغم كل التحديات والمصاعب التي تشهدها المنطقة، إلا أن مسيرة الإمارات الاقتصادية مستمرة، وبوتيرة متسارعة، ما يؤكد وضوح الرؤية الاقتصادية، وتوافر الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها الدولة، وتوافر مؤشرات وآفاق النمو الواعدة في مجال حيوي يحتاج إليه العالم، مجال البترول والبتروكيماويات، وهذا المجال يشكل عامل جذب مهماً لكبرى الشركات العالمية.
اهتمام هذه الشركات العالمية بالحضور والمشاركة والتعاون والاستثمار مع «أدنوك»، دليل قوي على جاذبية الإمارات للاستثمارات، نظراً إلى عوامل عديدة، أهمها الاستقرار السياسي في منطقة مضطربة، وموثوقية الدولة كوجهة متميزة للاستثمار، وإيمان العالم بالسمعة التي رسختها الإمارات كدولة مؤسسات وقانون، ولاشك في أن امتلاك الإمارات لهذه العلاقات الاقتصادية القوية مع الشركات العالمية الحيوية والمهمة، يعزز العلاقات التجارية والنمو الاقتصادي، وبالتأكيد فإن القوة الاقتصادية تعني وتعادل القوة السياسية.