دولة الإمارات العربية المتحدة التي وضعت منذ البداية الاستثمار في الإنسان وتنمية قدراته وإمكانياته، على رأس أولوياتها في خطط التطور والتنمية المستدامة للمجتمع، جعلت من الابتكار والإبداع ما هو أكبر من مجرد قدرات ومواهب فردية، ليتحول إلى نهج عمل حكومي ومنهجيات علمية توجه لتطوير الأداء والعمل الحكومي والمؤسسي، وذلك إيماناً من القيادة الرشيدة في الدولة بأهمية الابتكار وضرورة نشر مفاهيمه وثقافته في الجهات الحكومية من أجل تطوير الخدمات ورفع كفاءة العمل، وإيماناً منها بواجبها ودورها تجاه أمتها العربية، حرصت دولة الإمارات على ترسيخ ونشر ثقافة الابتكار في الحكومات العربية، وبين أفراد المجتمعات العربية، وتعميم المعرفة ونشرها لبناء جيل من المبتكرين العرب وقادة المستقبل، مرتكزة في ذلك على مبادراتها العملاقة التي تعكس نهجها بالاستثمار في الإنسان العربي، وتعزيز قدراته وتحفيز طاقاته، ليطور ويبتكر ويسهم في مواجهة التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية.
لا شك أن عالمنا العربي يحتاج إلى تمكين الشباب من مفاتيح العلوم والمعرفة، وتمكينهم من مقومات الابتكار، وهذا يتطلب من الحكومات العربية توفير البيئات الحاضنة لنهج الإبداع والابتكار والعلوم والمعرفة، وهو ما طرحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عند تدشينه بالأمس منصة «ابتكر»، كأساس لعبور عالمنا العربي إلى المستقبل، مؤكداً سموه على أن «الابتكار الحكومي أساس لكل تنمية وتطوير ومحرك لصناعة المستقبل، وأن تهيئة بيئة جاذبة للمبتكرين يحول الابتكار من اجتهاد فردي إلى ممارسة حكومية منظمة».