عبرت دولة الإمارات عن ارتياحها للاتفاق الذي تم التوصل إليه في 5 يوليو الجاري في جمهورية السودان، آملة أن يشكل هذا الاتفاق مرحلة جديدة يسود خلالها الأمن والاستقرار، تحقيقاً لتطلعات الشعب السوداني الشقيق، فيما اجتمع البرلمان العربي بممثلي المسلحين بالسودان، ودعاهم للحوار.
وجاء ترحيب الإمارات في كلمة الدولة التي ألقاها سكرتير أول في وزارة الخارجية والتعاون الدولي خليفة سالم المزروعي، أمس، أمام الدورة الحادية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان في إطار الحوار التفاعلي مع الخبير المستقل الخاص بالسودان.
وأكد المزروعي، في مستهل كلمته، انضمام الإمارات إلى بيان المجموعة العربية، معبّراً عن التقدير لما يقوم به مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان من جهود للمساهمة إلى جانب حكومة السودان في تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه من مساعدة تقنية في إطار البند العاشر، بما في ذلك النظر في السبل الكفيلة بفتح مكتب للمفوض السامي لحقوق الإنسان في السودان، بالتنسيق والتعاون مع السلطات في البلاد.
ولفتت الكلمة إلى أن الإمارات تتابع بقلق واهتمام بالغين المرحلة الاستثنائية التي يمرّ بها السودان، وتعبر عن ارتياحها للاتفاق الذي تم التوصل إليه في 5 يوليو 2019، وهي تأمل في أن يشكل مرحلة جديدة يسود خلالها الأمن والاستقرار، تحقيقاً لتطلعات الشعب السوداني الشقيق.
كما عبّرت الكلمة عن الأمل في أن يلقى هذا الاتفاق المساعدة في دعم الانتقال السلمي وتجنب حرب أخرى في المنطقة، مؤكدة على أهمية استمرار الجهود لضمان الحوار السلمي بين الطرفين، ما يحقق استمرارية مؤسسات الدولة واستقرار أمنها من خلال التفاعل الإيجابي مع المطالب الشعبية.
ونوّهت كلمة الدولة أمام مجلس حقوق الإنسان المنعقد بجنيف إلى أنه بالنظر إلى التطورات الإيجابية الجارية حالياً، يستحق السودان ان يخرج من بند الإجراءات الخاصة وإنهاء ولاية الخبير المستقل عبر خارطة طريق محددة ومتفق عليها بين حكومة السودان ومجلس حقوق الإنسان، لتعزيز المسار الانتقالي.
وشددت الكلمة على احترام الإمارات لسيادة السودان مع الدعوة إلى ضرورة الحفاظ على استقراره ووحدة أراضيه. كما دعت مجلس حقوق الإنسان ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى أن ينظرا في الوضع الانتقالي الحالي في السودان وفقاً للمعطيات الجديدة، خصوصاً أن السودان الحديث أعطى كل الضمانات بأنه قادر على بناء دولة المؤسسات بمساعدة وتعاون المجتمع الدولي، وفقاً لاحتياجاته وتطلعاته، ومن دون أي تدخل خارجي.
من ناحية أخرى، طلب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، الذي يزور السودان حالياً على رأس وفد رفيع المستوى من البرلمان العربي الفصائل المسلحة، باستبعاد لغة السلاح والنزاع والاتجاه إلى الحوار والمفاوضات والانضمام للعملية السياسية.
وقال السلمي، إن وفد البرلمان اجتمع خلال الزيارة بعدد من الفصائل المسلحة في السودان، وطلب منهم أن يستبعدوا لغة السلاح والنزاع، ويتجهوا إلى الحوار والمفاوضات والانضمام للعملية السياسية.
وأضاف أن السودان أمامه تحديات وصعوبات كبيرة، وهناك عدد من الحركات المسلحة التي لاتزال تعمل داخل السودان، وطلبنا منهم الانضمام إلى المسار السياسي.
وأكد رئيس البرلمان العربي أن هناك تحدياً آخر أمام السودان هو العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، مضيفاً أن البرلمان العربي يعمل حالياً مع الأشقاء في السودان لرفع هذه العقوبات واستعادة الدور الاقتصادي المأمول له.
وأشار إلى أن البرلمان يسعى في الوقت الراهن للعمل مع السودان على ملفات مهمة، خصوصاً ما يتعلق بالمحافظة على الأمن والاستقرار له وللمنطقة، خصوصاً أن السودان عضو في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وعضو في كيان الدول المتشاطئة على البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضح السلمي أن البرلمان العربي شكل وفداً موسعاً يمثل عدداً من المجالس والبرلمانات العربية لزيارة السودان، للتعبير عن التضامن والمساندة للسودان قيادة وشعباً من ممثلي الشعب العربي، وذلك لأن السودان يمر بظروف دقيقة، ولهذا فإن البرلمان العربي كمؤسسة عربية يقف داعماً ومسانداً للسودان.
وأكد رئيس البرلمان العربي أن البرلمان مكلف من القمة العربية بتنفيذ خطة عمل لرفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، قائلاً إن البرلمان العربي يعمل منذ عامين على هذا الموضوع، وشكل لجاناً، وقام بالعديد من الأنشطة والفعاليات، وهو الآن بصدد تحرك فعلي وحاسم للمطالبة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.