في محاولة لفرض المواقف الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني، أعلنت إدارة دونالد ترامب عن تجميد نصف المساعدات المقدمة لوكالة “الأونروا”؛ بدعوى الحاجة لمراجعة عميقة لطريقة عملها وتمويلها، لكن قرار الولايات المتحدة تقليص المساعدات يأتي ضمن سلسلة من القرارات العقابية للفلسطينيين على خلفية قرار الجمعية العامة بالأمم المتحدة بإدانة القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، والاعتراض الفلسطيني على القرار في كافة المحافل الدولية وتعليق الاتصالات مع الإسرائيليين.
فلسطين تدين وتستنكر
وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية القرار الأمريكي تقليص المساعدات المقدمة للأونروا بأنه دليل جديد على أن ما يحدث على أرض الواقع بعيد تمامًا عن طريق التفاوض للوصول لحل سلمي يرضي الطرفين، إنما هو محاولة للضغط علي القيادة الفلسطينية ولحسم قضايا التفاوض الرئيسية من جانب واحد، معتبرة أن ما يحدث انقلاب على مواقف وسياسات الإدارات الأمريكية السابقة تجاه القضية الفلسطينية، ويمثل تحديًا صارخًا للإجماع الدولي على ضرورة تحقيق السلام عبر مفاوضات جادة بين الجانبين ووفقًا لمرجعيات السلام وآلياتها الدولية المعتمدة، وفي مقدمتها مبدأ حل الدولتين.
حذرت الوزارة من تداعيات ومخاطر القرار الأمريكي وتبعاته، مؤكدة أن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم هي جذر القضية الفلسطينية وركن أساس في قضايا الحل النهائي التفاوضية، وأن تقليص أمريكا لمساعداتها لن ينجح في فرض مواقف واشنطن المنحازة للاحتلال على الشعب الفلسطيني.
الأونروا تطلق حملة للتبرعات.. وبلجيكا تستجيب
ردًّا على القرار الأمريكي تقليص المساعدات، قال بيير كراهينبول المفوض العام للأونروا، إنه سيطالب دولاً مانحة أخرى بتقديم مساعدات مالية، وسيطلق حملة عالمية لجمع الأموال، تهدف إلى الإبقاء على المدارس والعيادات التي تخدم اللاجئين الفلسطينيين مفتوحة خلال عام 2018 وما بعده.
وأكد كراهينبول في بيان له أن الأمر يتعلق بكرامة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة ودعم آخر في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، وأمنهم الإنساني، مضيفًا أن تقليص المساعدات سيؤثر على أمن المنطقة في الوقت الذي يواجه فيه الشرق الأوسط العديد من المخاطر والتهديدات، خاصة التي تتعلق بالتطرف والإرهاب.
بلجيكا كانت أول المستجبين لحملة جمع الأموال التي أطلقتها الأونروا، حيث أعلنت السلطات البلجيكية عن تخصيص 23 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وقال اأكسندر دي كرو، نائب رئيس الوزراء البلجيكي، إن وكالة الأونروا تعد طوق النجاة لغالبية اللاجئين الفلسطينيين، وإن سلطات بلاده ستخصص المبلغ المذكور في أقرب وقت ممكن.
ما هي الأونروا؟
الأونروا وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، تأسست عام 1948 نتيجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لمساعدة وتشغيل الفلسطينيين الذين خسروا ممتلكاتهم ومنازلهم أثناء الحرب، وبدأت عملها فعليًّا عام 1950، وتقدم مساعدات غذائية ورعاية صحية وخدمات تعليمية لما يقرب من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني فى الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة وفي الأردن ولبنان وسوريا.
وتحصل الأونروا على الدعم المادي من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الحكومات الإقليمية، كما تقيم شراكة مع عدة مؤسسات وشركات، وتعمل بشكل وثيق مع منظمات المجتمع المدني، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الدول المانحة للوكالة، ويأتي في المرتبة الثانية الاتحاد الأوروبي، ويشكلان مجتمعين نسبة 45% من ميزانية الوكالة.