ماهو ذكر الله؟، أن خطبة الجمعة، فقد سماها الله ذكرًا، كما في قوله تعالى:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ»، وسمى الله الحج ذكرًا، كقوله:«وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ»، وكذلك سمى الصلاة ذكرًا، بقوله: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ»، وسمى الله القرآن ذكرًا، قال تعالى : «ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ».
وأضاف أن كل تلك العبادات تسمى ذكرًا باعتبار أن المسلم يذكر اسم الله فيها، أما المقصود من ذكر الله عز وجل في حالة مغايرته لتلك المعاني، فهو ما يفعله المسلم من ذكر لله باللسان والقلب خارج كل تلك العبادات المذكورة، فقد فرق الله بينه وبين الصلاة حيث قال : «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ».
وتابع: أما بخصوص معنى الذكر مطلقًا، فهو ضد النسيان، وهو معناه في اللغة، وقد ذكر صاحب مختار الصحاح ذلك، فقال: « الذِّكْرُ، والذِّكْرى، والذُّكْرةُ : ضد النسيان، تقول : ذكرته ذكرى غير مجراة، واجعله منك على ذُكْرٍ، وذِكْرٍ، بضم الذال وكسرها، بمعنى، والذِّكْرُ الصيت والثناء.
واستشهد بقول الله تعالى : «ص والقرآن ذي الذكر» أي ذي الشرف، وذَكَرَهُ بعد النسيان، وذكره بلسانه، وبقلبه يذكره ذِكْرًا وذُكْرةً وذِكْرَى أيضا، وتَذَكَّرَ الشيء وأذْكَرَهُ غيره وذَكَّرَهُ بمعنى، وادَّكَرَ بعد أمة، أي ذكره بعد نسيان، وأصله اذْتَكَرَ فأدغم والتَّذْكِرةُ ما تُسْتَذْكَرُ به الحاجة».