سلسلة من المحاضرات ينظّمها “مركز الدراسات العابرة للمناطق” في برلين بين يومي 11 و20 من الشهر الجاري تحت عنوان “الأدب الصغير: وجهات نظر حول الأدب العالمي من مكان آخر”، بمشاركة 21 باحثاً من بلدان مختلفة متخصصين في حقول النقد والدراسات الثقافية والأدب المقارن.
يعود بيان المحاضرات الأساسي إلى الفكرة التي قدمها الكاتب التشيكي فرانز كافكا (1883 – 1924) في مذكراته قبل أكثر من مئة عام، وبالتحديد في 1911، حول ما أطلق عليه الأدب الصغير أو الثانوي (كلاين ليتراتور)، وكشف فيه مفهومه عن العلاقات بين الأدب والسياسة، وكذلك ديناميات التطور داخل الأدب
بعد مرور ما يقرب من ستين عاماً على ما كتبه كافكا، أعاد المفكّران الفرنسيان جيل دولوز (1925 – 1995) وفيليكس غوتاري (1930 – 1992) مفهومه عن الأدب الصغير إلى الحياة وفسره الاثنان بوصفه الإمكانات الثورية لكل الأدب، وليس المقصود أدب أمة صغيرة أو أقلية. ومؤخراً، نشر الباحث الأدبي الفرنسي باسكال كازانوفا تصوراً جديداً لأفكار كافكا في سياق الأدب العالمي، والذي كان غالباً ما يُقصد به منذ غوته الأدب الأوروبي يطرح المشاركون وجهات نظر طالما كانت مفقودة حول الأدب العالمي.
تسعى هذه المحاضرات إلى التشكيك في الافتراضات الشائعة للأدب العالمي من خلال منظور الأدب (الأدبيات) الصغير أو الثانوي، حيث تجري دراسة ثلاثة تفسيرات محتملة لمفهوم هذا الأدب: الأولى من زاوية كافكا أي بلغة الأقلية السياسية والثقافية، والثانية من منظور كازانوفا، أي من منظور آداب الأمم الصغيرة أو اللغات الصغيرة؛ والثالثة من منظوري دولوز وغوتاري أي الإمكانيات الثورية في الأدب بكل لغات العالم.
يطرح المشاركون وجهات نظر طالما كانت مفقودة حول الأدب العالمي، حيث ستُقدَّم دراسات عن أدب المهاجرين والأقليات والفئات المهمشة، والإمكانات السياسية/ الثورية للأدب في صراعات الهيمنة، إلى جانب موقف وطموح الأدب الصغير في الفضاء الأكبر، مثل تاريخ الأدب السوفيتي متعدد الجنسيات، والأدب الهندي أو العربي في الشتات.
على النقيض من الأساليب السائدة المتمثلة في تقديم الأدب العالمي كمقابل للأدب الوطني، تضع المحاضرات تعددية اللغات والثقافات وكذلك الممارسات الجمالية والفنية في مركز النقاش، ومن الأسئلة التي تتطرق إليها حدود النماذج الأوروبية للتاريخ الأدبي.
كذلك يناقش الأكاديميون كيف يمكن إعادة التفكير في التاريخ الأدبي في ما وراء التقسيمات الشرقية/ الغربية، الشمالية/ الجنوبية، ومعيارية الأنواع والشعراء “الغربيين”، وكيف ترتبط آداب الهجرة بمفهوم الأدب الصغير أو الثانوي، والأدب كمجتمع “مؤقت” أو مساحة للتواصل مبنية على نصوص أدبية تنهل من بعضها البعض.
من عناوين الأوراق المقدمة: “تهميش الأدب الكردي في الأدب العراقي”، و”الأدب الفلسطيني في الشتات”، و”إعادة التفكير في تاريخ الأدب العربي من خلال التدقيق في الروايات الذاتية الحديثة المبكرة.
إلى جانب أوراق تتطرق إلى الأدب الفيتنامي، و”أدب الأقليات كشكل من أشكال المقاومة”، والإنتاج الأدبي في ناميبيا، ونظرية المعرفة في الأدب الأفريقي، وأدب الأقليات في الهند، والأدب الروسي بعد الحرب العالمية الثانية، و”تاريخانية الحداثة”ظهور الفضاء الأدبي الحديث في المالايالامية.
“الأدب الصغير” الكتابة من مكان آخر
رابط مختصر
المصدر : http://zajelnews.net/?p=85030