في منتصف هذا الحقل، يوجد كوخ لا يوجد فيه سوى شخصين، ليس بوسعهما القيام بأي شيء سوى الجلوس والانتظار.
يرتجف الرجل البالغ من العمر 70 عاماً بينما يحمل هاتفه ويتحدث مع ابنه الموجود في إندونيسيا. ابنه صياد سمك كان مفقوداً لأكثر من سبع سنوات.
الوالد: “اعتقدت بأنه مات، أو اختفى. ربما مات في البحر حيث كان يحاول كسب لقمة العيش.”
اقرأ أيضاً: ما هو البلد الذي يتضمن أعلى نسبة عبودية في العالم؟
لم يكن للابن أوراق ثبوتية، أو أمل بأن يتم إيجاده أو إعادته. لكن، تمكّنت منظّمة “LPN” للإغاثة من إيجاده في جزيرة إندونيسية مع المئات من الأشخاص غيره.
اخذت المنظمة معلوماته وذهبت للبحث عن والديه، حيث يعملان بمهمة التنظيف. ويأمل الوالدان بأن يصل ابنهما إلى منزله قريباً.
الوالدة: “أنا أشعر باليأس، منزلي يتهاوى ولا أملك المال.”
في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان، أعادت السلطات التايلندية أكثر من 90 صيّاداً كانوا عالقين في جزيرة إندونيسية، ومن المتوقع أن يبلغ العدد الكامل للمفقودين ثلاثة آلاف شخص، بحسب منظمة “LPN” المتخصصة بحقوق العمال.
ولم يُعثر على المفقودين حتى أطلقت السلطات الإندونيسية حملة مضادة للصيد غير الشرعي، لإنقاذ صيادين علقوا في “سفن الأشباح” لعدة أشهر وسنوات وعقود.
“رغم أن الشركات عادة لا تحصل على أكثر من رخصة صيدٍ لسفينة واحدة، إلا أنها قد ترسل خمسة سفن تحمل الترخيص ذاته، ما يعني أنها سفن غير مرخّصة والعمالة التي على متنها غير شرعيّة، والأوراق الثبوتية للعمال تحمل أسماء مستعارة. وبهذا، تكون السفينة “سفينة أشباح” والأشخاص الذين على متنها هم بمثابة أشباح أيضاً”.
وأجبرت حالات مثل هذه الحكومة التايلاندية على اتباع خطوات قاسية. ويعطي القسم البحري ترخيصاً بصيد الأسماك لمالكي السفن وبعض الشركات، ما سيجعل من تركيب أنظمة تتبّع السفن أمراً إلزامياً لتجديد الرخصة سنوياً.
لكن، بين الـ 50 ألف سفينة المسجّلة لدى السلطات التايلندية، لن تتم إضافة أنظمة المراقبة إلا على ستة آلاف سفينة كبيرة، و 2100 سفينة تبلغ حمولتها أكثر من 60 طنّاً. ورغم أن هذه نسبة قليلة من السفن، إلا أن ذلك يضمن أن السفن الكبيرة على الأقل لن تصبح سفن “أشباح”.