ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يضرّ بهدوء بجسم الإنسان لسنوات قبل ظهور الأعراض. وبحال لم يتم معالجته قد يتسبب بأمراض خطيرة على صحة القلب والدماغ أبرزها الخرف.
ما هو الخرف؟
الخرف هو مصطلح يُستخدم لوصف أعراض مثل فقدان الذاكرة، ومشاكل في التحدث والفهم. وعادة ما يكون الخرف تدريجي، مما يعني أن الأعراض تزداد سوءا مع مرور الوقت.
الخرف هو المرض الثاني الأكثر شيوعا بعد الزهايمر ويُعتقد أيضا أن العديد من الناس الذين يعانون من مرض الزهايمر لديهم درجة معينة من الخرف.
وفقا لما أشارت إليه جمعية القلب الأميركية American Heart Association، يؤثر الخرف على ما يتراوح بين 30 مليون و40 مليون شخص حول العالم. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، نظراً لعدم تلقي المرضى العلاج المناسب.
كيف يتم تشخيص الخرف؟
لا يوجد اختبار واحد لتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بالخرف. الأطباء يشخصون مرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف على أساس التاريخ الطبي الدقيق، الفحص البدني، الفحوصات المخبرية، التغيرات الحاصلة في طريقة التفكير، وسلوك المريض. يمكن للأطباء تحديد أن الشخص مصابٌ بالخرف دون تحديد النوع الدقيق للخرف لأن الأعراض والتغيرات في الدماغ مختلفة ويمكن أن تتداخل.
ما هي العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والخرف؟
ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب مشاكل عن طريق تلف وتضييق الأوعية الدموية في الدماغ. ومع مرور الوقت، قد تتعرّض الأوعية الدموية لخطر الانسداد أو الانفجار.
إذا تعذّر على الدم نقل الطاقة والأكسجين إلى جزء من الدماغ بسبب انسداد الأوعية الدموية، قد تتعرض هذه الخلايا للتلف. ويمكن أن يؤثر هذا الضرر في بعض الأحيان على ذاكرة الشخص ويؤدي الى الاصابة بالخرف.
وتثبيتاً على ما ورد أعلاه، كشفت دراسة جديدة أجرتها جمعية القلب الاميركية، أنّ ارتفاع ضغط الدم وخصوصاً في منتصف العمر يزيد من مخاطر الاصابة بضعف الادراك والخرف في المراحل اللاحقة من الحياة. وأرجع الباحثون ذلك الى أنّ ارتفاع ضغط الدم يتداخل مع هيكل ووظيفة الاوعية الدموية في الدماغ ويسبّب ضرراً للمادة البيضاء فيه، ما يزيد من خطر الاصابة بالخرف.
للسيطرة على ضغط الدم المرتفع، من الضروري الالتزام بالنصائح التالية:
– الحفاظ على وزن صحي.
– ممارسة الرياضة بإنتظام خصوصاً رياضة المشي لمدة 30 دقيقة يومياً.
– تناول حمية غذائية غنية بالخضار والفاكهة والألياف ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والتخفيف من الصوديوم والدهون المشبّعة.
– إذا لم تحافظ تدابير نمط الحياة على ضغط الدم أو خفضه إلى المستويات المطلوبة، قد يصف الأطباء بعض الأدوية للمريض.