كتب : محمود الدباس
كل ما دق الكوز بالجرة …. وبكل مناسبة على الطالعة والنازلة لدى البعض “هوس” اتجاه الجامعات الخاصة ، وربما صحي أحدهم من النوم ليلاً إثر حلم مزعج فتراه يقول ” الجامعات الخاصة وتجارها” هم السبب !!.وإذا أحداهن أصيبت بعارض ما …. فالحق على الجامعات الخاصة أيضاً ؟!
ترى لماذا هذه النغمة النشاز لدى البعض ولدى من يدعون العلم والثقافة تحديداً؟!
أوليس معظم أساتذتنا الذين درسوا في الخارج وأبناؤنا أيضاً ، قد درسوا في جامعات خاصة في الخارج سواءً في الدول العربية أو الأجنبية؟!
لماذا لدينا الجامعات الخاصة “بعبع مخيف” وشماعة نعلق عليها أفكارنا “غير النظيفة ” في أغلب الأحيان؟!
فإذا انخفضت أعداد الناجحين في الثانوية العامة فالجامعات الخاصة لا تسلم …، وإذا ارتفعت أعداد الناجحين أيضاً لا تسلم …!!
قد يتناسى البعض أن الجامعات الرسمية (التي نجل ونحترم) لديها برامج موازية كلفة الدراسة فيها أعلى من كلفة الدراسة في الجامعات الخاصة ؟! رغم أن الجامعات الخاصة تطبق كافة معايير الاعتماد (العام والخاص) وتقدم المنح والتبرعات والمساعدات ، وتوظف وتشغل الكفاءات والأيدي العاملة ولا تتوان عن أداء واجبها الوطني .
ألم يحن لنا أن نعتبر أن جامعاتنا الخاصة هي جامعات وطنية بامتياز…وأن من يحاول أن يغمز من قناتها في كل شاردة وواردة هو أسير أفكار عفا عليها الزمن ..وانه “يعيش في أحضان الماضي” ؟!
قد ننسى أننا الآن لسنا كما كنا قبل 30-40 سنة ، من حيث عدد الطلاب ومن حيث التطور في العملية التعليمية ووجود الحاسوب والانترنت والتطور التقني وغير ذلك … فهنا تكون المقارنة ظالمة إذا لم نأخذ بالحسبان أن الطفل اليوم يستطيع التعامل مع المعلومة على الموبايل والكمبيوتر وأن طبيعة العملية التعليمية لم تعد تلقينية وفق التقليد قديماً.
فعندما تكون نسبة النجاح 56,5% وعدد الناجحين (96568) فليس العدد كبيرا وفق أعداد الطلبة المتقدمين لامتحان التوجيهي 2020 بينما كانت في الماضي أعداد المتقدمين بالتأكيد قليلة جداً مقارنة بهذه الأيام .
أما عن المعدلات والفرحة….فحق الناس أن تفرح…فلم ينجح أبنائهم بالغش كما يدعي البعض…. بل ربما لعبت الظروف في ظل جائحة ” كورونا ” وطبيعة الأسئلة في ارتفاع نسبة من حصلوا على علامات عالية.
لا شك بأن وزارة التربية والتعليم (ونحن لسنا هنا لندافع عن أحد) قد قامت بجهود جبارة في ظل الظروف الاستثنائية التي عاشتها البلاد مع “كورونا” لتصل بالطلبة إلى بر الأمان .. وحبذا لو يتم تغيير نظام التوجيهي الحالي وتطبيق نظام قريب من الأنظمة الدولية المعروفة (البكالوريا أو النظام البريطاني أو السات) .
الحقيقة… أن المسخرة هي أن نجعل من كل إنجاز “مسخرة ” … ومن كل نجاح “مكسرة ” ومن كل تقدم “مخسرة “…. فكفانا العيش في أوهام الماضي وأحلام السنين التي ذهبت ولن تعود؟! …. وصدق المثل الذي قال :احترنا يا “قرعة “من وين “نبوسك”.