كشفت دائرة الخدمات الاجتماعية في إمارة الشارقة ، أنها استطاعت حل 45 قضية تتعلق بحماية حقوق الأطفال بشكل ودي، دون وصولها إلى المحاكم والشرطة، منذ بداية العام الجاري حتى الآن، مشيرة إلى أن هناك عدداً من الحالات تعلقت ببلاغات تم التعامل معها قانونياً واجتماعياً ونفسياً، ومتابعة جزء منها بمساعدة الجهات المعنية بالإمارة.
وتفصيلاً، قالت مديرة إدارة حماية الطفل بدائرة الخدمات الاجتماعية أمينة الرفاعي، إن الإدارة أنشئت بهدف مواكبة توجهات الإمارات لبناء مجتمع آمن وخالٍ من العنف بكل أشكاله، وبناء على توجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية إلى توفير بيئة آمنة للأطفال، لافتةً إلى أن الإدارة استقبلت عدداً من حالات العنف منذ بداية العام، وتم حل 45 قضية منها تتعلق بحماية الأطفال بشكل ودي، دون وصولها إلى المحاكم الشرعية والمراكز الشرطية.
وأشارت إلى أن الإدارة وفّرت إيواء لعدد من الحالات، لعدم توافر مأوى لها، لظروفها الخاصة، وتم تقديم جميع أشكال الدعم الاجتماعي والنفسي وغيره حتى تم حل مشكلتهم، إما من قبل المركز أو من الشرطة أو المحكمة.
وبيّنت أن أكثر البلاغات يتم استقبالها عن طريق خط نجدة الطفل (800700)، الذي يتم عن طريقه الإبلاغ عن حالات العنف التي يتعرض لها الطفل، سواء باتصال الطفل شخصياً أو أحد أقاربه، في حال تعرض لإيذاء جسدي، عاطفي، جنسي، إهمال، استغلال تجاري، إذ يقوم المركز بالتعامل مع البلاغ وإيواء الحالات وعلاجها نفسياً للتعافي من آثار العنف وتأهيل أسرها، وإعادتها لأهاليها ومتابعتها، والتأكد من عدم تكرار تعرضها للعنف أو الأذى.
ولفتت الرفاعي إلى أن الإدارة عند استقبال الحالة أو البلاغ تقوم بتصنيف نوع البلاغ، من حيث الأولوية والمشكلة، وبعدها يتم التدخل فوراً في غضون ساعة واحدة، في حال كان البلاغ عاجلاً عبر تحريك فرق الاستجابة التابعة لخط نجدة الطفل إلى موقع البلاغ، ليتم رفع الخطر عن الطفل، من خلال الإجراءات وتدابير الحماية المتبعة، مشيرة إلى أنه يتم التعامل مع المعتدي من خلال مخالفته بصفة الضبطية القضائية، في حال أثبت الاعتداء أو العنف، لضمان عدم تكرار الإساءة، أو يتم فتح بلاغ في مراكز الشرطة عند الحاجة لذلك، إذا كانت الأسرة غير متعاونة.
وتابعت أنه يتم بعد تلقي البلاغ وحل المشكلة التي تعرّض لها الطفل، من خلال تسجيله في عيادة «إشراقة» للحصول على الدعم النفسي المطلوب، وإعادة تأهيله من الناحية النفسية، وذلك لمحو أثر الإساءة.
وأوضحت أن الطفل قد يتعرض للعنف، إما في محيط بيته أو المدرسة، مشيرة إلى أن أسباب ممارسة العنف على الطفل، تعود لاضطرابات نفسية، وضغوط حياتية عدة، لافتة إلى أن كثرة حركة الأطفال وتصرفاتهم الطائشة، قد تكون أحد أسباب العنف الجسدي الواقع عليهم، إذ إن بعض الأهالي يلجؤون إلى ضرب أبنائهم لتربيتهم، بسبب عدم قدرتهم على احتوائهم، وانزعاجهم من سلوكياتهم، إذ يعد هذا أحد أنواع العنف الجسدي.
نشر ثقافة التفاهم والتسامح
أكدت مديرة إدارة حماية الطفل بدائرة الخدمات الاجتماعية أمينة الرفاعي، أن الإدارة تسعى من خلال مبادراتها وحملاتها التوعوية التي تنفذها بالتعاون مع جهات عدة مسؤولة عن الطفل بإمارة الشارقة، إلى نشر ثقافة التفاهم والتسامح والحوار والشراكة على صعيد الأسرة والمجتمع، ورفع الوعي للحد من العنف الذي يمارس ضد الأطفال، وتعزيز الحوار بين الأفراد، والتدخل لضمان الحماية والعدالة والكرامة لضحايا العنف من الأطفال.
- يتم التعامل مع المعتدي أما بمخالفته أو فتح بلاغ في مراكز الشرطة عند الحاجة.