وقعت السعودية وروسيا اتفاقا من أجل التعاون في سوق النفط بما في ذلك كبح الإنتاج وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار بقوة على أمل أن يعمل أكبر منتجين في العالم سويا من أجل معالجة تخمة المعروض العالمي من الخام.
ووقع الاتفاق وزيرا الطاقة السعودية والروسي في الصين على هامش قمة مجموعة العشرين بعد اجتماع بين ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان ولي ولي العهد قال إنه «من دون مشاركة روسيا والسعودية لا يمكن إرساء سياسة مستقرة في مجال النفط».
وصرح الوزيران في بيان مشترك أن البلدين «لاحظا أهمية إجراء حوار بناء والتعاون المشترك بين أكبر دولتين منتجتين للنفط بهدف دعم استقرار سوق النفط وضمان مستوى مستقر من الاستثمار على المدى الطويل».
وأضاف البيان «لتحقيق ذلك اتفق الوزيران على العمل معا بالتعاون مع الدول الأخرى المنتجة للنفط» مضيفا أنهما اتفقا على تشكيل «مجموعة مراقبة مشتركة» لتقديم التوصيات الهادفة إلى منع تقلبات الأسعار.
إلا أنه لم ترد أية تفاصيل في الإعلان عن أي اتفاق لتجميد إنتاج النفط، قبل أسابيع من لقاء بين روسيا ومنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في الجزائر لمناقشة الأزمة.
وقفز سعر خام القياس العالمي مزيج برنت أكثر من 4.7% متجاوزا 49 دولارا للبرميل قبل أن يتخلى عن بعض مكاسبه ليجري تداوله بارتفاع 3%.
لا حاجة للتجميد
وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح في مؤتمر صحفي على هامش القمة في مدينة هانجتشو إن المملكة وقعت اتفاقا مع روسيا من أجل التعاون في سوق النفط.
وأوضح الفالح في تصريح لتلفزيون العربية بعد مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، أنه «لا توجد حاجة الآن لتجميد الإنتاج. لدينا الوقت» من أجل اتخاذ هذا الإجراء. وقال الفالح إن تجميد مستويات إنتاج النفط ليس «ضروريا» في الوقت الحالي.
وأضاف «لا توجد حاجة الآن لتجميد الإنتاج. لدينا الوقت لاتخاذ هذا القرار. التجميد هو من الاحتمالات المفضلة ولكن ليس ضروريا اليوم، وضع السوق يتحسن يوما بعد يوم والأسعار تبيّن ذلك».
عهد جديد للتعاون
ووصف وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الإعلان بأنه يؤذن بـ «عهد جديد» من التعاون بين روسيا والسعودية، مؤكدا أن ذلك سيكون له «أهمية كبيرة» على أسواق النفط، بحسب ما أوردت وكالة انترفاكس للأنباء.
وقال نوفاك إن موسكو والرياض تناقشان وضع «معايير ملموسة» لوقف تقلبات الأسعار. وأضاف أن البلدين يتجهان نحو شراكة استراتيجية في مجال الطاقة وأن مستوى الثقة المرتفع سيسمح لهما بمواجهة التحديات العالمية.
دعم كويتي
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن وزير النفط بالوكالة أنس الصالح أن «الكويت تدعم أيضا نتائج هذه المشاورات من أجل تحقيق التوازن بالأسواق». وتوقع تعافي سوق النفط في الربع الأخير من هذا العام.
وقال الصالح إن المشاورات تأتي في إطار التعاون بين المنتجين الرئيسيين من داخل وخارج أوبك ضمن جولات مستمرة للمنتجين لضبط الأسواق والعمل على استقرارها.
وقال إن «الحوار والتشاور يؤكدان أن المنتجين الرئيسيين يتابعون مستجدات سوق النفط وهي تحركات إيجابية تحتاجها أسواق النفط من أجل التمهيد والمساعدة في تحقيق التوازن مع تعاف متوقع في أساسيات السوق النفطية، خاصة في مجال الطلب الموسمي خلال الربع الأخير من العام الحالي».
إشادة إماراتية
وأشاد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أمس بتوقيع المملكة وروسيا أكبر منتجين للنفط في العالم اتفاقا من أجل التعاون في سوق النفط.
وكتب المزروعي على موقع تويتر «إننا نؤمن بأن هذه الخطوة الإيجابية تأتي في ضوء حرص أكبر منتجين للنفط في العالم على توازن السوق ومصلحة كل من المنتجين والمستهلكين».