تسجيل الدخول

اتركوا مسائل حل النزاعات لكبار السن

زاجل نيوز6 ديسمبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
اتركوا مسائل حل النزاعات لكبار السن

capture

كنَّا فيما مضى نسمع أن معظم مجتمعاتنا من الشباب، وأنها مجتمعات شابة (مجتمعات فتية)، بمعنى أن معظم من يوجدون فيها هم ممن تقل أعمارهم عن الثلاثين، وكنَّا دوماً نسمع بمطالب لتجهيز مرافق وخدمات تهتم وتستهدف هذه الفئة، ولكن كما يظهر فإن هذا الوضع بدأ يتغير وأصبحت هذه المجتمعات يكثر فيها كبار السن ويتناقص عدد اليافعين والصغار، بل إن منظمة الصحة العالمية قالت إنه لوحظ تزايد في أعمار سكان العالم، وإننا سنشهد من الآن وحتى عام 2050 زيادة في عدد سكان العالم الأكبر سناً. وبيَّنت المنظمة العالمية أن عدد سكان العالم ممن هم بعمر 65 عاماً وما فوق كان يبلغ 524 مليون شخص، وهو ما يعادل نسبة 8 في المئة من عدد السكان على الأرض، إلا أن هذا الرقم سيزداد وسيتضاعف ثلاث مرات في عام 2050 ليصبح عدد كبار السن 1.5 مليار نسمة، وهو يقدر بنسبة 16 في المئة من نسبة سكان الأرض، وهذه الزيادة في عدد المسنين لها جانب إيجابي جداً للبشرية، وهي أنها تحمل دلالة على تحسن الحياة ونجاح الخدمات الصحية والطبية والوقائية. وهذه الرعاية الصحية تعني أنها بدأت مع كبار السن منذ طفولتهم ونجحت في حمايتهم وتوفير حياة لهم خالية من الأمراض. لكن بالنسبة لي لديَّ أسباب أخرى للسعادة بتزايد أعداد كبار السن في العالم، ففضلاً عن أنها مؤشر لنجاح خدمات الرعاية الصحية فإنني أعتقد أنه بتزايد أعداد المسنين ستسود الحكمة العالم، فقد أوصت دراسة أمريكية حديثة بترك مسائل حل النزاعات لكبار السن، لأنهم يمتلكون النضج الكافي لاتخاذ القرارات الحكيمة بغض النظر عن مستوى تعليمهم. وتبين من خلال الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة (ميتشيغان) الأمريكية أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً يتمتعون بشكل أكبر بسمات تعتبر في مجال علم النفس من مظاهر الحكمة مقارنة بمن هم أصغر سناً. وحول كيفية الخروج بمثل هذه النتائج قام العلماء باختيار 247 شخصاً بشكل عشوائي، وقسموهم إلى ثلاث مجموعات، حيث راوحت أعمار المجموعة الأولى بين 25 و40 عاماً، والثانية بين41 و59 عاماً، والثالثة فوق 60 عاماً،  ثم طرح الباحثون على المشاركين في الدراسة من خلال مقابلات هاتفية بعض النزاعات بين مجموعات مختلفة، وقام المشاركون بإعطاء تقديراتهم حول تلك النزاعات. وقد حصل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في التقييم على نتائج أعلى بوجه عام من الأشخاص الأصغر سناً، كما قام الباحثون مرة أخرى بعرض إجابات المشاركين على خبراء يعملون في مجال حل النزاعات مثل علماء دين وقضاة وأطباء نفسيين، لتقييم الإجابات مرة أخرى، وتبين من خلال التقييم أن الحكمة لدى كبار السن غير مرتبطة بمعدلات الذكاء أو مستوى التعليم أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. وفي الحقيقة لم نكن بحاجة إلى مثل هذه الدراسة لنبرهن على حكمة الآباء والأجداد، فنحن نعتبرهم الخير والبركة وهم الاستقرار والمعين الذي لا ينضب لحاضرنا ومستقبلنا، فبرؤيتهم وتوجيهاتهم نتلمس طرق الحياة ونتجاوز الكثير من الصعاب والعقبات. فأهلاً وسهلاً بكبار السن، أهلاً بالحكمة…

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.