جاء إطلاق مجموعة التكنولوجيا المتقدمة “إيدج، ليدشن مرحلة جديدة في مسيرة دولة الإمارات المبهرة نحو توطين التكنولوجيا المتقدمة خاصة تلك المرتبطة بالصناعات الدفاعية، وليؤكد في الوقت ذاته أن الإمارات تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو تعزيز تنافسيتها على الصعيد الدولي في هذا المجال، بعد أن أصبحت الصناعات الدفاعية الوطنية تحظى بالثقة ويتزايد الإقبال عليها في معظم المعارض الدفاعية المتخصصة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إن التطور الذي شهدته الصناعات الدفاعية الإماراتية في السنوات الأخيرة هو نتاج الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة، التي أدركت منذ وقت مبكر أهمية امتلاك دولة الإمارات قاعدة متطورة من هذه الصناعات
مجموعة “إيدج” الجديدة التي تضم 25 شركة متخصصة بالتكنولوجيا في قطاع الدفاع، ويعمل بها نحو 12 ألفا يمتلكون خبرات نوعية وفنية في الصناعات الدفاعية، لا سيما في القطاعات الرئيسية كالمنصات والأنظمة، والصواريخ والأسلحة، والدفاع الإلكتروني، والحرب والاستخبارات الإلكترونية، ودعم المهام، ستمثل دفعة قوية للصناعات الدفاعية الوطنية، وستضع الإمارات على خريطة الدول المصدرة للتقنيات الدفاعية خلال الفترة المقبلة.
إذا كانت الصناعات الدفاعية الوطنية الإماراتية قد شهدت نقلة نوعية في الآونة الأخيرة، وباتت تتمتع بثقة عالمية متنامية، وذلك بفضل الجهود التي تبذلها الدولة من أجل تطويرها وتحديثها، وتوفير الظروف الملائمة لنموها، فإن مجموعة “إيدج” الجديدة ستعزز من هذه المسيرة الناجحة، وستنتقل بالصناعات الدفاعية الوطنية إلى مرحلة جديدة أكثر تميزا وتنافسية، خاصة أن الفلسفة التي تتبناها “إيدج” تنطلق من عدة مبادئ أساسية، وهي الموهبة والشراكة والإحلال التكنولوجي، كما أنها ستعمل وفقا لرؤية استراتيجية جديدة تعلي من قيم الإبداع والابتكار والتطوير، سواء لجهة الاهتمام بالاستثمار في البحوث النوعية، خاصة تلك المرتبطة بالتكنولوجيا المتقدمة والصناعات الدفاعية، أو لجهة العمل على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات العاملة في قطاع الدفاع وصانعي المعدات الأصلية الرائدين على مستوى العالم، والاستفادة من خبراتها المتقدمة، بما يعزز من مستوى الصناعات الدفاعية الإماراتية، أو لجهة العمل على تسريع وتيرة الابتكارات من خلال جذب صفوة خبراء وأصحاب الكفاءات من حول العالم من أجل المساعدة في توطين التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة في الإمارات، وبناء قاعدة عريضة من الكوادر المواطنة التي تقود هذا القطاع الاستراتيجي في المستقبل.
بإطلاق مجموعة التكنولوجيا المتقدمة “إيدج” تضع الإمارات لنفسها أهدافا طموحة، وهي تعزيز تنافسية صناعاتها الدفاعية على الصعيد العالمي، والوصول إلى أسواق جديدة، والتحول إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا الدفاعية المتقدمة من خلال استقطاب الشركات الرائدة في هذا القطاع الاستراتيجي الواعد، وهي قادرة على تحقيق ذلك، خاصة أنها تمتلك المقومات التي تؤهلها لذلك سواء فيما يتعلق بتوافر البنية التحتية الداعمة لتلك الصناعة، أو بالنظر لنجاحها الكبير في بناء قاعدة متطورة من الصناعات المدنية والاستراتيجية التي تمثل دعما قويا للصناعات الدفاعية، إضافة إلى توجه الإمارات نحو بناء مجتمع الابتكار، باعتباره أهم مقومات نجاح الصناعات الدفاعية، هذا فضلا عن موقع الإمارات الجغرافي المتميز الذي يزيد من جاذبيتها للشركات الدولية الكبرى في مجال الصناعات الدفاعية والتكنولوجية، التي تسعى إلى الاستفادة من هذا الموقع في الترويج لمنتجاتها في دول المنطقة.
إن التطور الذي شهدته الصناعات الدفاعية الإماراتية في السنوات الأخيرة هو نتاج الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة، التي أدركت منذ وقت مبكر أهمية امتلاك دولة الإمارات قاعدة متطورة من هذه الصناعات، باعتبارها أهم مرتكزات تطوير وتحديث القوات المسلحة وتعزيز قدرتها الرادعة من ناحية، وأهم أدوات تعظيم القوة الشاملة للدولة من ناحية ثانية، بالنظر إلى الدور المهم والمحوري الذي تلعبه هذه الصناعات في دعم الاقتصاد الوطني وفي عملية نقل التكنولوجيا المتقدمة وتوطينها وفي بناء قاعدة من الكوادر المواطنة التي تمتلك المعارف والتقنيات الحديثة المرتبطة بهذه الصناعات، هذا إضافة إلى تعزيز مكانة الإمارات الإقليمية والدولية، بعدما أصبح امتلاك التكنولوجيا المتقدمة، وخاصة الدفاعية، أحد أهم مؤشرات قياس القوة الشاملة للدول، وأهم معايير تقييم مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهذا ما تؤكده تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة إطلاق مجموعة “إيدج” الجديدة، التي أشار خلالها إلى أن “دولة الإمارات تسعى بإرادة قوية وجهود حثيثة وخطى واثقة ومقومات متنوعة إلى ترسيخ مكانتها بوصفها أحد مراكز التكنولوجيا المتقدمة ومقرا لأهم المطورين والمختصين والباحثين بهذا المجال الحيوي الواعد”، معبرا سموه بذلك عن طموح الإمارات المستقبلي في أن تكون أحد أهم الأقطاب الفاعلة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وبما يسهم في تعزيز تنافسيتها على خريطة الدول المتقدمة.