وأضافت البيات: «حقق برنامج التدريب المهني أهدافه المرجوة في تمكين الشباب حيث أكسبهم الخبرات العملية على يد خبراء مختصين ممن يساهمون في التحضير ل إكسبو 2020 دبي، وكذلك تم تعزيز قدراتهم وإمكاناتهم من أجل المضي قدماً في حياتهم المهنية المستقبلية، كما اكتسب المتدربون المتخرجون من البرنامج المهارات والخبرات الضرورية لدخول سوق العمل محلياً أو دولياً بجدارة واقتدار».
وتابعت: وبهدف توحيد الجهود في مجال التدريب، وتأمين برنامج متكامل يوفر المزيد من خيارات التدريب المهني ولدعم عدد أكبر من الخريجين في مسارهم الوظيفي، وقع إكسبو 2020 دبي في مارس الماضي مذكرة تفاهم مع المنطقة الحرة لجبل علي، ينتقل بموجبها البرنامج التابع لإكسبو ومحتواه، ليصبح جزءاً من مبادرة «طموحي» التي أطلقتها وتديرها المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا».
البدايات
بعد إطلاقه في إبريل 2016، جذب البرنامج 2700 خريج جامعي من تخصصات مختلفة، وتجلى ذلك في الإقبال الواسع والاهتمام الكبير الذي أبداه جيل الشباب في الإمارات ب إكسبو 2020 دبي. ثم تم ترشيح 150 شاباً وشابة من إجمالي عدد المتقدمين، ومن ثم خضع هؤلاء لمرحلة التقييم، ثم لسلسلة من التدريبات العملية وأوكلت إليهم مهام محددة بهدف تقييم مستواهم بناء على مجموعة من المعايير شملت مهارات القيادة، والعمل بروح الفريق، والقدرة على رصد المشاكل وحلها تحت الضغط. وبعدها وجهت الدعوة لنحو 50 مرشحاً لجولة أخرى من المقابلات المباشرة مع أعضاء من الإدارة العليا لإكسبو 2020 دبي، وجرى اختيار المتأهلين النهائيين وأوكلت إليهم مهام وظيفية في إكسبو.
توزيع المنتسبين
وفي نهاية أغسطس الماضي، استقبل برنامج التدريب المهني متدربين وزعوا على الأقسام المختلفة في إكسبو 2020 دبي وهي الشؤون التجارية، والاتصال، والعقود، والمشاركة، والفعاليات، وإكسبو لايف، والحوكمة، والموارد البشرية، والإرث، والمشاركات الدولية، ومكتب إدارة المشروعات، والمشتريات، ودمج وتطوير الأعمال، والتطوير العقاري، وعمليات موقع الحدث، وشؤون المتطوعين وغيرها، وتم اختيارهم بعناية بما يلائم مهاراتهم ومجالات اهتمامهم. وعمل المتدربون خلال فترة برنامج التدريب المهني على إعداد مشاريع تخرج عرضوها أمام زملائهم عقب نهاية البرنامج. وهذا المشروع عبارة عن مهمة فردية استقصائية تركز على مكان العمل وتهدف إلى تسليط الضوء على ما تعلموه من مهارات وتقديم إنجاز قيم للأقسام التي التحقوا بها خلال فترة البرنامج.
تواصل العقول
واختتمت البيات «جسد برنامج التدريب المهني بكل مراحله الموضوع الرئيسي لإكسبو 2020 دبي «تواصل العقول وصنع المستقبل» من خلال توفير الفرص. والفرص واحدة من ركائز ثلاث اتخذها إكسبو 2020 دبي لتكون الموضوعات الفرعية التي يتبناها خلال فعالياته، بالإضافة إلى التنقل والاستدامة. وفر إكسبو فرصاً عملية تتيح للشباب اكتساب وتطوير مجموعة من المهارات التي تؤهلهم للحصول على وظائف مناسبة في مختلف قطاعات العمل مستقبلاً. وعليه، نحن على ثقة تامة أن يتواصل نجاح الشباب من خلال الانتساب إلى برنامج «طموحي» فهو بوابة فرص تمكّن الشباب من الانطلاق نحو مستقبل مهني واعد».
جعفر محمود: أفضل إكسبو يعود نفعه على البشرية
قال جعفر محمود الشاب الأمريكي من أصل إريتري ويبلغ من العمر 24 عاماً: «علمت ببرنامج التدريب المهني لدى إكسبو 2020 دبي من خلال أحد أصدقائي، ورغبت بشدة في الانضمام والتدرب واكتساب الخبرة ضمن فريق هذا الملتقى العالمي، ومن ثم تقدمت وتلقيت اتصالاً كنت سعيداً جداً به، وبعدها انضممت للرفاق المتدربين وبعد التدريب حظيت بفرصة للانضمام إلى فريق العمل».
وقبل أن يلتحق جعفر بفريق عمل إكسبو 2020 دبي كان قد أتم دراسة العلاقات الدولية في جامعة زايد، ومن ثم عمل بدوام جزئي مع «تو فور 54» في أبوظبي وهي واحدة من أسرع المناطق الإعلامية نمواً في المنطقة العربية، حيث عمل مع فريق عمل فيلم آلة الحرب «War Machine 2017» وتمكن من اكتساب خبرة جيدة في مجال التنظيم.
ويضيف جعفر: «أنا محظوظ جداً بعملي اليوم ضمن قسم الاتصال في إكسبو 2020 دبي، وأتعلم في كل يوم أموراً جديدة وأكتسب خبرات قيمة من زملائي في فريق العمل، وأنا على يقين أن إكسبو 2020 دبي الذي ينتظره العالم سيكون مجمعاً لتواصل العقول وتشارك المواهب لبناء مستقبل أفضل للجميع، وسأعمل بجد ليكون أفضل إكسبو يعود نفعه على البشرية جمعاء».
عبد الله الهاشمي: نبني مجداً جديداً لوطن معطاء
قال عبد الله الهاشمي أحد المتخرجين إنه استفاد جداً من البرنامج التدريبي، وأشار إلى أن الخريجين شعروا وكأنهم في يوم التخرج من الجامعة، حيث وجدوا من يفتح ذراعيه لهم ويفتح لهم طاقة من الأمل لا على المستوى الشخصي فحسب، ولكن على المستوى الوطني بل والعالمي أيضاً.
وأضاف عبد الله الهاشمي: «لا بد أن تكون ممتناً لهذا الشخص ولهذا الوطن.. هذا ما شعرت به مع إكسبو». وقال: «كانت الأعباء كثيرة.. لكن متعة العمل في هذه الأجواء ولأجل مشروع كهذا لا تقدر بثمن. تعب؟ لا لم أشعر بأي تعب.. نحن نبني مجداً جديداً لوطن معطاء».
يوسف العلي: التدريب فتح المجال لآفاق جديدة
قال يوسف العلي من قسم التسليم العقاري: «كنت أعتقد في البداية أن تركيز برنامج التدريب المهني سينصب على تعزيز مهاراتي في تخصصي بمجال الهندسة المدنية والأعمال الإنشائية، ولكنني فوجئت بأنني سأتنقل بين مختلف الأقسام للإلمام بكافة جوانب إكسبو 2020 دبي. ولا أخفي أن ذلك كان بمثابة دافع بالنسبة لي لتوسيع معرفتي حول هذا الحدث الضخم، خاصةً أن البرنامج كان منظّماً بأسلوب ممتاز، كما أنه شكل فرصة رائعة لي للتعرف الى الزملاء والمتدربين الآخرين عن كثب».
وعن تجربة العلي مع برنامج التدريب في إكسبو 2020 دبي، قال «تجربتي مع إكسبو كانت مختلفة بكل المقاييس، فقد تعلمت الكثير من الخبرات والمهارات خلال فترة وجيزة نظراً لأن موقع الحدث يضم عدداً من مشاريع البنية التحتية والأعمال الإنشائية المبتكرة البعيدة عن التقليدية بما في ذلك أنظمة الصرف الصحي والطرقات وخطوط المترو والجسور والأنفاق. في الحقيقة، كان برنامج التدريب المهني فرصةً رائعةً بالنسبة لي كخريج حديث، فقد فتح أمامي المجال لمعرفة آفاق جديدة ضمن تخصصي بالهندسة المدنية».
وقال «هناك مهارات كثيرة يجب أن يتعلمها الشباب بعد تخرجهم لتحقيق النجاح ضمن مسيرتهم المهنية من بينها العمل تحت الضغط والتفاني في العمل، فهذان عاملان في غاية الأهمية لإنجاز المهام ضمن الوقت المحدد».
عائشة النعيمي: بيئة مثالية لإلهام المبتكرين
قالت عائشة النعيمي: «كنت أعلم قبل انضمامي لبرنامج التدريب المهني أن إكسبو 2020 دبي سيوفر بيئة مثالية لإلهام المخترعين وسيضع آليات مثلى لتطبيق الأفكار المبتكرة وترويجها عالمياً، وكنت أتابع مراحل تقديم ملف الإمارات للفوز باستضافة إكسبو 2020 دبي، وكنت سعيدة جداً وفخورة بأن بلدي تمكن من الفوز بالاستضافة، وتفوقت الإمارات على بلدان عريقة مثل روسيا والبرازيل وغيرهما من الدول التي كانت تنافس على حق الاستضافة».
وأضافت عائشة النعيمي ذات ال 28 ربيعاً والحاصلة على شهادة العلاقات العامة من جامعة الإمارات في العين: «منذ أن شهدت لحظة الفوز بحق الاستضافة، وأنا أرغب بالمشاركة في هذا الحدث العالمي لأري العالم ما تكتنزه دولة الإمارات من حضارة وتقدم وفرص، وبدأت أتابع جميع أخبار إكسبو 2020 دبي عبر وسائل الإعلام ومنها مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما علمت ببرنامج التدريب المهني قدمت وعملت بجهد لكي أنجح بالامتحان وأكون ضمن المتدربين، وبعد التدرب والتعرف إلى آليات العمل شعرت أنني أستطيع أن أقدم الكثير، وأن أكون ضمن فريق العمل وبعدها وبالجهد والعمل أتيح لي أن أكون ضمن الفريق».
شهد الشرهان: التدريب فرصة لن تتكرر
تعد الشابة الكويتية شهد الشرهان الحاصلة على شهادة إدارة التصميم من الجامعة الأمريكية في الشارقة، من المتدربين الذين التحقوا بفريق العمل أيضاً، فخلال دراستها حظيت بفرصة لحضور فعالية «يوث كونيكت» الذي نظمه إكسبو 2020 دبي، وعلمت ببرنامج التدريب المهني وبعد تخرجها التحقت بالبرنامج. وتقول الشرهان «تقدمت لبرنامج التدريب المهني لدى إكسبو 2020 دبي عبر الموقع الإلكتروني، وكنت سعيدة جداً عندما تم الاتصال بي للمقابلة؛ فإكسبو حدث عالمي والتدرب ضمن فريق عمله فرصة رائعة لن تتكرر، وستساعدني كثيراً في مسيرتي المهنية».
وعندما وصلت شهد للمقابلة وشاهدت الكثير من الشباب الذين كانوا يتمتعون بخبرة أكثر منها على حد تعبيرها شعرت بالخوف، وعادت إلى منزلها، ثم قالت لوالدتها بأنها لن تحظى بفرصة الالتحاق ببرنامج التدريب لأن المنافسة شديدة ومعايير الاختيار دقيقة وصارمة فهم يريدون الأفضل. لكن بعد أربع مقابلات، تقول شهد اختارتني اللجنة المسؤولة عن البرنامج لأكون من المتدربين وهذا ما لم أكن أتوقعه. وبعد التدريب، شاركت مع زملائي بتقديم منتج خاص بمواقع التواصل الاجتماعي، وأعجب مشروعنا إدارة إكسبو 2020 دبي، ومن ثم حصلت على وظيفة في قسم التسويق والاتصال .
الأفضل عالمياً في الابتكار
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «هدفنا هو أن نكون ضمن الأفضل عالمياً في الابتكار خلال السنوات المقبلة، لأن الاستمرار في سباق التنافسية يتطلب أفكاراً جديدة وإدارة متجددة، وقيادة للتغيير بطرق وأدوات مختلفة».
ويستند برنامج التدريب المهني على توجيهات قيادة الدولة الحكيمة بالاهتمام بالابتكار وخصوصاً بين الشباب. وهو ما عزز قناعة «إكسبو 2020 دبي» بأن تمكين الشباب أحد الأركان الأساسية لبناء اقتصاد المعرفة.
ثلاثة أهداف
وضع «إكسبو 2020 دبي» نصب أعينه ثلاثة أهداف رئيسية لتفعيل دور الشباب، هي: إلهام وتحفيز الشباب للمشاركة في إكسبو 2020 دبي وتعريفهم بالفرص المستقبلية وتمكين الشباب من خلال دعمهم بالمنصّات التي تتيح لهم التعبير عن آرائهم والمساهمة بأفكارهم واقتراحاتهم في تحديد ملامح المستقبل، وتفعيل مشاركتهم في رحلة التحضير والاستعداد ل إكسبو 2020 دبي وما بعده، وذلك من خلال إعداد برامج تغرس في نفوسهم حس الانتماء لهذا الحدث الذي يقام من أجلهم، بما في ذلك برامج التطوع وتعزيز التعاون بين إكسبو 2020 دبي والشباب.
بهدف توفير المزيد من الفرص للشباب الإماراتي، تم دمج برنامج إكسبو 2020 دبي للتدريب المهني، مع مبادرة «طموحي»، التي أطلقتها وتديرها المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا)، الأمر الذي يعني ربط محتوى وهيكلية التدريب الناجحة لدى إكسبو مع شبكة «جافزا» الواسعة من الشركاء في القطاعين العام والخاص، ليتشكل بذلك برنامج جديد يوفر للكوادر الوطنية الطموحة كل مستلزمات النجاح.وجرى اختيار المتدربين بناء على مجموعة من المعايير شملت مهارات القيادة والعمل بروح الفريق والقدرة على رصد وحل المشاكل تحت الضغط.
نهى أحمد: تعلمنا الكثير من خبراء محترفين
قالت نهى أحمد، خريجة من إدارة الفعاليات «عند انطلاق البرنامج لم أكن أعرف ما كان ينتظرني مطلقاً. ولكن سرعان ما صار واضحاً أن الأمر لا يقتصر على التعلم وحسب بل يتجاوزه للحصول على فرصة تطبيق ما تعلمناه».وأضافت نهى الحاصلة على تقدير متميز عن أدائها خلال البرنامج «أكثر ما أعجبني هو التكليفات الوظيفية. أتيحت لنا فرصة التعلم من خبراء محترفين بشأن التخطيط لإكسبو، ومتابعة كل ما يتعلق به من عمل. وهذا هو بحق أهم من هنالك بالنسبة لي».وحرصاً على توفير كل ما يلزم لتمكين المتدربين من تحقيق ما يطمحون إليه، تم تكليف زملاء محترفين من فريق إكسبو2020 دبي للعمل كموجهين قادرين على نقل المعارف وتقديم المشورة السديدة والدعم اللازم عند الحاجة.
فيكيتا شاهاني: اكتسبت خبرات تعادل سنوات
التحقت فيكيتا شاهاني بفريق قسم الموضوعات والمعارض في «إكسبو 2020 دبي»، وقد تم تكليفها بالقيام بمجموعة من المهام والتي من بينها تطوير مركز الزوّار، ولدى شاهاني خبرات سابقة في ميدان العمل، حيث عملت لدى مجموعة من الشركات والمؤسسات، وقد اكتسبت خبرات متنوعة خصوصاً أن الهندسة المعمارية تنطوي على العديد من المراحل المختلفة ضمن المشروع الواحد، لذا تولت العديد من المسؤوليات بما فيها التواصل مع العملاء والتصميم ووضع الاستراتيجيات وغيرها. ولا شك أن تجربتها مع إكسبو كانت بمثابة إضافة قيّمة إلى مسيرتها المهنية، حيث إن طبيعة المشاريع التي شاركت بها في موقع الحدث تتسم بالتجدد والحركة والتنوع، إذ شاركت في وضع السياسات والخطط والاستراتيجية كما شاركت في تطوير مركز الزوّار.
وقالت شاهاني: «إن الخبرات والمهارات التي اكتسبتها في فترة التدريب على مدى تسعة أشهر هنا في إكسبو 2020 دبي تعادل سنوات من العمل لدى إحدى الشركات. وهو ما يتضح في حجم المسؤوليات والمهام التي أخذتها على عاتقي خلال مشاركتي في البرنامج. وفي الحقيقة، يعزز إكسبو دبي الاستقلالية المهنية لدى المتدربين بالوثوق بهم والاعتماد عليهم في كثير من الأمور، بخلاف الحال مع شريحة عريضة من الشركات التي تعتمد على ذوي الخبرات والكفاءات بما يحد من تطوير الكوادر الناشئة التي لاتزال في بداية مسيرتها المهنية».
ووصفت شاهاني تجربتها ببرنامج التدريب المهني بالممتازة وقالت «تميّزت الجلسات التدريبية بكونها تجربة ممتعة رغم التحديات التي انطوت عليها خاصةً أنها تضخ خبرات ومهارات في فترة وجيزة، ربما يحتاج اكتسابها الى 50 عاماً. كما أن المواد التدريبية ساهمت في تطوير مهاراتنا».