بدأ البشر يبحثون في أمور الفلك منذ القدم، يظهر هذا بالحضارات القديمة بشكل كبير كالحضارات البابلية والفرعونية وحضارة شعب المايا وغيرها، واستمر هذا البحث في كل الحضارات التالية بشكل كبير حتى الآن، ففي العصور الوسطى كان الاهتمام بالمواضيع الفلكية يشغل حيزاً مهماً في الحضارة الإسلامية في العصرين الأموي والعباسي، ثم أصبح المركز المهتم بهذه العلوم في الغرب، ومنذ القدم حتى الآن حصل تقدم هائل لدرجة أن تقدم الدول بات يقاس بتطورها في ثلاث مجالات هي التقدم في العلوم النووية والتقدم الاقتصادي والتقدم في علوم الفلك، ولكن هناك الكثير من الألغاز في الحضارات القديمة لم يتم تفسيرها حتى يومنا هذا وهي مرتبطة بالفلك ارتباطاً وثيقاً وقد أنشأووا القدماء علومهم بناءاً عليها .
فبناء الأهرامات مرتبط بحركة الأقمار والنجوم والجهات الأربع بالاعتماد على الشمس، وحضارة المايا كانت تعتمد على الأبراج السماوية بشكل كبير، ولكننا لا نعلم ما مدى درجة العلم التي وصلوا لها في هذا المجال بسبب ضياع أجزاء من علومهم وتاريخهم.
بناءً على ما سبق وعلى حضور علم الفلك بكل الحضارات استمرت الأساطير التي تقول بأن ما يحدث في الأرض مرتبط بأجرام السماء وأمورها، حتى وصل الناس للاعتماد على مواقع الأبراج في السماء وحركتها للتنبؤ بما سيحصل على الأرض، وهكذا تم ربط الشخصية وصفاتها بالفترة الزمنية الخاصة ببرج معين، وبناءً عليه تم تحديد صفات معينة لكل برج، فمثلاً يشتهر أصحاب برج العقرب الذكور بأنهم رومنسيين وأذكياء ولكنهم متسرعين ومتأملين أكثر مما ينبغي، وهم عطوفين وهادئين غالباً فلا يغضبون إلّا نادراً، أمّا إناث العقرب فهن رومنسيات ولكنهن سريعات الغضب على الأمور البسيطة صبورات على الأمور الكبيرة، قياديات لديهن شخصية مميزة، يقدرن الآخرين وفاعلات وحاضرات في المجتمع.
أمّا برج الجدي فيشتهر أصحابه الرجال بأنهم كثيري الكلام، يحبون الظهور في وسط المجموعات، يعتقدون بأنهم مميزين عن الآخرين حتى لو لم يشهد الآخرين لهم بذلك، ولكنهم رغم ذلك طيبين القلب سريعي الانفعال، وأمّا أنثى الجدي فهي على العكس تحب أن تمنح الظهور لغيرها، هادئة ورزينة، لا تغضب إلّا لأمر يحزنها جدا، وبالطبع هذه الصفات هي أمثلة قليلة فهناك أشخاص مختصين يدونون كل صفات البرج مع شرح مفصل في كتبهم، ويشرحون كيف أن هناك صفات ثابتة وصفات متغيّرة تبعاً لحركة الأبراج في السماء، وأثر حركة هذه الأبراج على طالعهم ونفسيتهم وأمورهم الشخصية ولكن التصديق بهذه الصفات وهذه الأثار يعود للشخص نفسه ورؤيته لهذا المجال من دراسة الفلك