أم مصرية، من مدينة الإسكندرية، انهمرت على ابنتها والتي لم تكمل عامها الثاني بالضرب، بكلتا يديها وقدميها حتى الموت.
للأم قصة غريبة، وحياة أخرى بعيدة عن زوجها، فلأجل عشيقها، اسكتت ابنتها نهائيا لتستطيع العيش معه، وإرضائه، ولتتحول بعدها إلى قضية رأي عام.
الأم حاولت الإفلات وإلقاء اللوم بفعلتها على زوجها متهمة إياه بضربها وتعذيبها، بالرغم أن الطفلة ملك كانت تعيش في ظل أب حنون وأم قاسية لم ترحمها.
بعد التحقيق والضغوطات اعترفت أنها ضربتها على وجهها وتقول:”لم أكن في شقتي، زوجي لم يكن يصرف علي ولا على ابنتي” أقوال متضاربة، وإحساس بالحسرة تحمله هذه السيدة في نفسها، لا يعلم مغزاها إلا الله، لكن التحريات أوصلت قوات الأمن إلى الحقيقة.
أحمد الخردلي، المحقق المسؤول عن القضية قال:” الوفاة لم تكن طبيعية، جمعنا تحريات اكتشفنا انها متغيبة عن المسكن وأنها على علاقة باحد الأشخاص، وبالمواجهة اعترفت انها اخذت البنت وتوجهت لمنطقة سيدي بشر لمقابلة أحد الأشخاص”.
الأب، والذي رفض إظهار وجهه على الناس قال:”تغيبت وقالت عند والدتها، اتصلت بي ، أي يوم الحادثة وقالت أنا في مستشفى الطلبة، ذهبت، لكن من حولها ينظرون إلى بطريقة مريبة، اتهامات بأنني قتلت البنت، بقيت أواجه هذه النظرات حتى ظهرت الحقيقة”.
رشا عصام الدين محمد، استشارية نفسية، تتحدث عن العنف الأسري، والفرق بينه وبين الضرب التربوي:”الضرب التربوي هو ضرب خفيف لا يؤذي والهدف منه النصح والإرشاد والأساليب التربوية تنهي عن الضرب القاسي، فهو عنف شديد يحلق أذى بالأطفال”
وتشير إلى هذه المشكلة أصبحت عالمية وتحولت إلى ظاهرة عالمية، من يتعرض إلى عنف بدني سواء في البيت أو المدرسة، نسبة كبيرة، وتوجد احصاءات تدل على أن 80 بالمئة ممن يتعرضون للعنف يدمنون ويتسربون من المدارس، لذا فهي ظاهرة خطيرة.
وتضيف:”الدوافع النفسية عند الأهل، في مثل هذه الحالات من يقوم بهذه القسوة هو شخص تعرض للقسوة في طفولته، تحيطه ظروف نفسية معقدة بتنشئته الأسرية والاجتماعية، سبب هذه الظاهرة ضعف الوازع الديني والتربوي والخلقي، وهذا له تأثير كبير على نفسية الطفل، شخصية مهزوزة ضعيفة كاريه للآخرين، لديه طاقة عدوانية شديدة قد يخرجها في أي وقت، قد يبدأ بالانطواء والانسحاب، لكن عند طور القوة قد يدمر كل من حوله”.