يهاجم الربو الأطفال أيضاً، وليس البالغين فحسب. وتختفي أعراض هذا المرض العضال في مرحلة البلوغ لدى الكثير من الأطفال. وحتى هذا الحين يمكن تحسين الحالة المرضية باستخدام البخاخ. وبصفة خاصة ينبغي توخي الحذر مع الأطفال، الذين يعانون من البدانة.
وقال البروفيسور كارستن شميت فيبر، مدير معهد أبحاث الحساسية في مركز هيلمولتس بمدينة ميونخ الألمانية، إنه يلزم زيارة طبيب أمراض الصدر والحساسية، إذا أصدر الطفل صوت صفير لعدة أسابيع لدى عملية الزفير، مع السعال المستمر على الرغم من عدم المعاناة من حمى وغيرها من أعراض البرد الأخرى، وعندما يلهث الطفل أثناء اللهو.
ربو تحسسي
ومن جانبها، قالت سونيا ليمله، المتحدثة باسم الرابطة الألمانية لأطباء الحساسية والربو، إن الربو التحسسي يندرج ضمن أكثر الأمراض المزمنة شيوعا في مرحلة الطفولة، وهو يمكن أن يصيب الرضع، الذين لا يزيد عمرهم عن بضعة أشهر.
وفي مراحل عمرية لاحقة يصاب بعض الأشخاص بشكل من أشكال الربو، يعرف باسم “الربو الشعبي”، وهو عبارة عن التهاب مزمن في الشعب الهوائية، ينتج عنه ضيق في الشعب الهوائية. وتتمثل أعراض هذا المرض في اللهث وضيق التنفس والسعال والشعور بالضيق في الصدر، بالإضافة إلى سماع صوت الصفير لدى الزفير. وتظهر هذه الأعراض في صورة نوبات وتتلاشى إلى أن يصادف المريض أحد المسببات لنوبة أخرى.
عوامل مختلفة
ويمكن للأعراض أن تظهر بفعل عوامل مختلفة، تنقسم إلى نوعين، الأول هو الربو التحسسي الخارجي، والذي ينتج عن مواد مسببة للحساسية، مثل حبوب اللقاح وعث الغبار المنزلي وشعر الحيوانات. أما النوع الثاني فهو الربو الداخلي غير الناتج عن الحساسية، وهو غالبا ما يرجع إلى مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي.
كما أن المؤثرات البيئية يمكن أن تكون من أسباب حدوث نوبة الربو، مثل دخان التبغ والطلاء والعوادم، بالإضافة إلى المشاعر الجياشة والتوتر النفسي.
وبدوره، أشار أخصائي أمراض الصدر والحساسية فرانك فريدريكس إلى أن الإصابة بالربو قد ترجع إلى استعداد وراثي أيضا، ولكن لا يلاحظ العديد من المرضى أنهم يعانون من خلل وراثي. ولكي يظهر تأثير المرض، فإنه يحتاج دائما إلى وجود أحد العوامل المسببة للحساسية على سبيل المثال.
وعلى الرغم من أن الربو يعد مرضا لا يمكن الشفاء منه، إلا أنه يمكن علاج الأعراض بشكل جيد بواسطة بخاخ الربو مثلا. وفي الغالب يتعود الأطفال على كيفية استخدامه بسرعة. وعند التخوف من إصابة الطفل بنوبة ربو في رياض الأطفال أو المدرسة، يُنصح بإعطاء المُربي أو المعلم نسخة من الأدوية، التي يمكن إعطاؤها للطفل في حالات الطوارئ.