الخاتم يعدّ خاتم الزّواج أو دبلة الخطوبة من الوسائل البسيطة والعمليّة الّتي تكشف إن كان شخصٌ ما مرتبطاً أم لا؛ حيث تناقلت آلاف الشعوب قديماً هذه الأسطورة منذ مئات السنين حتّى أصبحت من العادات الأساسيّة عند العرب والغرب.
وقد استخدم الأوروبيّون خاتم الزّواج بعد عام 900ميلاديّة، ثمّ انتشر عند غيرهم من شعوب العالم ليرمز هذا الخاتم الصّغير إلى الحب والودّ والاحترام المتبادل بين الطّرفين. وجرت عادة لبس خاتم الزّواج في بنصر اليد اليسرى، وذلك يعود للاعتقاد الّذي كان سائداً عند الإغريق بأنّ هذا الإصبع يرتبط بأقصر عرقٍ يمتدّ من الكهف إلى القلب، ويسمّى عرق القلب. أوّل الشعوب اعترافاً بخاتم الخطبة بيّن المؤرّخون بأنّ أوائل الشّعوب الّتي اعترفت بخاتم الخطوبة هم الرّومان؛ حيث كان مصنوعاً في ذلك الوقت من الحديد، ويعدّ المصريّون من أوائل الشّعوب الّتي استخدمت الذّهب في صياغته.
اجتمع المؤرّخون على أنّ قصّة خاتم الزّواج الأصليّة ترجع إلى أصولٍ فرعونيّة؛ حيث ابتدع الفراعنة هذه العادة منذ آلاف السنين؛ حيث وجدت صور لخاتم الزّواج في بعض الآثار المصريّة، وقد تبيّن أنّ المصريين قاموا باختيار الخاتم لأنّ الدّائرة تعني الخلود والأبديّة، والزّواج هو ارتباطٌ روحيّ إلى الأبد.
ظهرت قصّة خاتم الزّواج عند الإغريق بعد الفراعنة، وقد أخذت من عادةٍ قديمة عند الزواج تقتضي بأن توضع يد الفتى بيد الفتاة الّتي ستكون شريكته، وأن يربط قيدٌ حديديّ بينهما عندما تخرج الفتاة من بيت أهلها، ثمّ يمتطي الفتى جواده وتكون الفتاة ماشيةً بجانبه أو خلفه بهذا الرّباط إلى أن يصلا إلى بيت الزّوجية حتّى لو كان بعيداً.
بيّن مؤرّخون آخرون أنّ أوّل خاتم زواج قدّمه الأرشيديوق ماكسيموس الأسترالي إلى زوجته عام 1477، وأنّ الكنيسة الكاثوليكيّة بدأت منذ العصور الوسطى باعتماده في مراسم الزّواج. بيّن الإيرلنديّون أنّ أول خاتم زواج قدّمه الإيرلندي ريشار جويس لزوجته بعد عودتها من زيارة لها من تركيّا، وكان قد اختطف عشيّة زواجه من قبل مجموعة من القراصنة الّذين باعوه في تركيّا لأحد التجار الّذي يعمل في صنع الجواهر، وبعد حزنه العميق وتفكيره الدّائم بزوجته قرّر أن يصنع لها خاتماً تعبيراً منه عن ارتباطه الأبديّ بها، وليقدّمه لها يوم الزّفاف، فعلم التّاجر التركيّ بقصّته فأشفق عليه وسمح له بالذّهاب إلى حبيبته في إيرلندا.