خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 وحذرت من مزيد من الخفض فيما أرجعته إلى المخاوف بشأن أمريكا اللاتينية والصين، وهو ما يشير إلى زيادة فائض المعروض العالمي هذا العام.
وقالت المنظمة أيضا إن السعودية أكبر مصدر للخام في العالم أبقت إنتاجها دون تغيير في آذار (مارس) – في علامة على جدية الرياض بشأن خطة من المنتظر مناقشتها الأسبوع المقبل لتجميد الإنتاج بهدف دعم الأسعار – بينما ارتفع إجمالي إمدادات “أوبك” قليلا.
وبحسب “رويترز”، فقد خفضت المنظمة في تقريرها الشهري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بواقع 50 ألف برميل يوميا إلى 1.20 مليون برميل يوميا، وعزت المنظمة ذلك أيضا إلى تأثير الطقس الأدفأ وإلغاء دعم الوقود في بعض البلدان.
وقالت “أوبك”: “التطورات الاقتصادية في الصين وأمريكا اللاتينية تبعث على القلق، ويبدو أن تأثير العوامل السلبية الحالية يطغى على العوامل الإيجابية، وربما يشير ضمنا إلى مراجعات بالخفض في تقديرات نمو الطلب على النفط، إذا استمرت المؤشرات الحالية في الفترة المقبلة.
وتتعارض رؤية “أوبك” مع رؤية إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي رفعت توقعاتها للطلب قليلا، ومن المقرر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية اليوم تقريرا آخر يحظى بمتابعة وثيقة.
وقد يعرقل التباطؤ الكبير في الطلب جهود المنتجين لتعزيز الأسعار من خلال تثبيت الإنتاج، وساعدت تلك الخطة – التي من المقرر مناقشتها في الدوحة يوم الأحد – أسعار الخام على تجاوز 41 دولارا للبرميل، بعدما هوت لأدنى مستوى لها في 12 عاما قرب 27 دولارا للبرميل في كانون الثاني (يناير).
وتوقعت المنظمة انخفاض الإمدادات من خارجها بواقع 730 ألف برميل يوميا في 2016 مقابل انخفاض بواقع 700 ألف برميل يوميا في التقديرات السابقة، وخفضت “أوبك” توقعاتها للطلب على خامها في 2016 إلى 31.46 مليون برميل يوميا بانخفاض قدره 60 ألف برميل يوميا عن تقديرات الشهر الماضي.
وأفادت المنظمة نقلا عن مصادر ثانوية بأن “أوبك” ضخت 32.25 مليون برميل يوميا في آذار (مارس) بزيادة قدرها 15 ألف برميل يوميا عن شباط (فبراير)، كما أشارت “أوبك” إلى أن السعودية أبلغتها بأنها ضخت 10.22 مليون برميل يوميا في آذار (مارس) دون تغير يذكر عن شباط (فبراير).
وأبلغت إيران “أوبك” أنها رفعت إنتاجها بواقع 15 ألف برميل يوميا إلى 3.4 مليون برميل يوميا، ويشير التقرير إلى فائض في الإمدادات قدره 790 ألف برميل يوميا في 2016 إذا ظلت المنظمة تضخ بمعدلات آذار (مارس) ارتفاعا من 760 ألف برميل يوميا في تقرير الشهر الماضي.
واتفقت روسيا والسعودية وفنزويلا وقطر في شباط (فبراير) على تجميد إنتاج النفط عند مستويات كانون الثاني (يناير)، لكنها قالت في ذلك الوقت إن الاتفاق مرهون بأن ينضم إليه المنتجون الآخرون.
ويفترض أن يساعد اتفاق على تجميد الإنتاج في الدوحة، أقله نظريا، على تعزيز الأسعار، وبعض الدول، على إصلاح ماليتها العامة المتضررة على غرار فنزويلا، إلا أن التوصل إلى اتفاق بين الدول الـ 15 المنتجة للنفط التي تمثل 75 في المائة تقريبا من الإنتاج العالمي ليس مضمونا.
فقد رفضت إيران العضو في المنظمة حتى الآن أي محاولات لتجميد الإنتاج لأنها تسعى إلى تعويض خسائرها خلال السنوات الماضية، بعد رفع العقوبات الدولية عنها في 2015 إثر توقيع اتفاق حول برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن الولايات المتحدة تسعى إلى عرقلة اتفاق بين الدول المنتجة للنفط الأعضاء في منظمة “أوبك” وغير الأعضاء لجلب الاستقرار إلى الأسواق، متهما واشنطن بممارسة ضغوط شديدة لمنع التوصل إلى اتفاق.
وقالت حكومة مادورو الأسبوع الماضي إن 18 دولة على الأقل أكدت أنها ستحضر اجتماع الدوحة، الذي يهدف إلى الوصول إلى توافق بين المنتجين على استقرار أسعار النفط.