تعاني مجتمعاتنا المعاصرة من قلّة ممارسة الرّياضة فيها، فلم يعرف الإنسان قديمًا الرّياضة نظراً لأنّ حياته كلّها كانت مليئةً بالحيويّة والنّشاط حيث كانت رياضة في حدّ ذاتها، فالإنسان حين كان يقطع الأميال والمسافات الطّويلة في التّرحال والتّنقل فإنّه كان يمارس نوعًا من أنواع الرّياضة وهو المشي أو الرّكض،. أمّا في وقتنا الحاضر فقد أصبحت الحاجة ملحّة إلى ممارسة أنواع مختلفة من الرّياضة بسبب العادات والسّلوك الإنساني المستحدث الذي أصبح يركن إلى الدّعة والرّاحة والعمل أمام شاشات الحاسوب والجلوس في المكاتب وغير ذلك من العادات التي سبّبت للإنسان الكثير من المشاكل الصّحيّة، حيث ظهرت السّمنة لتشكّل ظاهرة في كثيرٍ من بلدان العالم، كما انتشرت أمراض مختلفة نتيجة قلّة النّشاط البدني وعدم ممارسة الرّياضة مثل السّكري وأمراض الانزلاق الغضروفي في الظّهر نتيجة الجلوس لمدةٍ طويلة، ويتساءل كثيرٌ منّا عن أهميّة الرّياضة في حياتنا المعاصرة، وأبرز تلك الفوائد هي: (العقل السّليم في الجسم السّليم)، فهذه الحكمة أو المقولة الشّهيرة هي خير تعبيرٍ عن أهمية الرّياضة في حياتنا، فلكي نستطيع التّفكير بشكلٍ صحيح يجب أن يكون جسدنا سليمًا معافى، فالإنسان الذي يبتليه الله تعالى بمرضٍ أو غيره يكون مشغولًا بأوجاعه وآهاته عن التّفكير والتّركيز في العلم والمعرفة، لذلك على الإنسان أن يحرص على ممارسة الرّياضة بانتظام حتّى يتمكّن من بناء جسمٍ قوي بعيدًا عن الأمراض من سمنةٍ وغيرها. النّفسيّة السّليمة، فقد أثبت العلم الحديث أنّ لممارسة الرّياضة دورٌ مهم في تحسين مزاج الإنسان ونفسيّته بشكلٍ كبير حيث يقوم الجسم بإفراز هرموناتٍ معيّنه تبعث في النّفس الشّعور بالسّعادة والتّخلص من الهموم والأحزان. التّناسق الجسماني وجمال المظهر، فالله سبحانه وتعالى جميلٌ يحبّ الجمال، وبالتّالي فإنّ ممارسة الرّياضة تعطي الجسم مظهرًا رائعًا وجسدًا متناسقًا بعيدًا عن التّرهلات والدّهون التي تنفّر النّاس من صاحبها. الرّياضة هي وسيلة من وسائل الإعداد والقوّة، فمحاربة الأعداء ومجالدتهم والدّفاع عن الأوطان وحمياتها تستلزم من الجندي أن يكون رياضيًّا قادرًا على أن يصول ويجول في أرض المعركة بكلّ رشاقةٍ ولياقة، فالرّياضة إذن تمدّ الإنسان بالقوّة وإنّ كثيرًا من رياضات الدّفاع عن النّفس تزوّد الإنسان بالمهارات القتاليّة المختلفة للدّفاع عن نفسه وصدّ العدوان. والرّياضة في عصرنا الحاضر باتت تجمع عدداً كبيراً من الثّقافات والشّعوب المختلفة الأعراق، ومثال على ذلك كأس العالم الذي ينظّم دوريًا ويجمع أفرقة مختلفة من شتّى أنحاء العالم يجمعها حبّ التّنافس وأمل الفوز باللقب.