مفهوم الأسرة يدلّ مفهوم الأسرة على أول وأصغر مؤسسة وكيان اجتماعي عرفته البشرية في تاريخها، وهي عبارة عن خلية مترابطة متماسكة مكوّنة من عدد محدّد من الأفراد يعودون في نسبهم وأصولهم إلى نفس العائلة، وهم نتاج مشروع زاوج بين رجل وامرأة وقد ينتج عن هذا الزواج أولاد يعملون على توسيع دائرة هذه الأسرة، وقد يقتصر على الرجل وزوجته، وتتباين أنواع الأسرة حسب حجمها ما بين أسرة صغيرة ومتوسطة وكبيرة، كما وتربط هذه الأسرة علاقة قرابة شديدة القوة في الوضع الطبيعي ويعيش أفرادها في معظم الحالات تحت سقف واحد.
أهمية الأسرة في المجتمع تعتبر الأسرة نواة المجتمع الأساسي، ويأتي هذا المصطلح ويتمّ ذكره بكثرة في العديد من التعريفات التي يضعها ويصيغها العلماء والمختصين في مجال علم النفس التربوي والاجتماعي، كونها تشكل اللبنة الأساسية لبناء الأمم والشعوب وتعتبر خطوة أولى وأساسية لذلك، حيث أن المشروع الأسري الناجح يعتبر بمثابة عمود فقري لبناء حياة سليمة على كافة الصعد والجوانب المجتمعية، وتكمن هذه الأهمية في: هناك علاقة طرديّة بين نجاح واستقرار المشروع الأسري والمجتمع، تتمثل في كلما زاد الاستقرار الأسري يزيد ذلك من أمن المجتمع ويقلل مم المشاكل الناجمة عن التفكك الأسري والمتمتثلة في أن الأطفال الذين يعيشون في كنف عائلات يسودها العنف والتوتر وعدم الاستقرار الأسري يميلون إلى العنف الاجتماعي من منطلق أن العنف يولد عنفاً، ممّا ينتج عن ذلك جُملة من المشاكل الاجتماعية الخطيرة المتمثّلة في الاعتداء على الآخرين أو العدوانية، والإقبال على الممنوعات بما فيها المخدرات وغيرها.
إن تكوين الأسر الجديدة الناجحة من شأنه أن يُنتج ويزيد من عدد الأفراد الصالحين القادرين على الانتاج والمساهمة في التغيير للأفضل في المجتمع، حيث ينعكس ذلك إيجاباً على نموه وتطوره وتحقيق تنميته المستدامة، كما أن الأسرة التي تعيل أبناءها بشكل سليم وتقدم لهم كافة حقوقهم في الحياة الكريمة ومستلزماتها، والحق في التعليم والترفيه واللعب وغيرها ينتج عنها أبناءاً لا يعانون من النقص والحرمان الذي يؤدّي إلى ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال والتشرد والتسرب من المدارس وكذلك السرقات والجرائم في المستقبل.