تسجيل الدخول

“أنجلينا جولي”.. أم المساكين لن تموت

zajelnews2015 zajelnews201516 أبريل 2016آخر تحديث : منذ 9 سنوات
“أنجلينا جولي”.. أم المساكين لن تموت

1_987900_large

تتفق أو تختلف معها، تراها مثالًا للتبرج، أو تراها مثالًا لضمير الإنسانية الغائب، لكنها تظل رغم كل ذلك، المرأة التى قدمت للبشرية كلها مثالًا يحتذى به، لكل من يسعى إلى تقديم الخير بدون مقابل، فنستطيع أن نطلق عليها بحق «أيقونة الإنسانية».. إنها «أنجلينا جولي»، النجمة الأبرز فى هوليوود، صاحبة الواحد والأربعون عامًا، التى ترقد الآن، داخل غرفة مغلقة، تتلقى العلاج على خلفية مرض ألم بها، بعدما جابت العديد من دول العالم، من أجل نشر السلام، ومساعدة الضحايا واللاجئين والمتضررين من الحروب والمجاعات.
أنجلينا جولى، مواليد عام ١٩٧٥، بدأت التمثيل لأول مرة مع والدها الحائز على جائزة الأوسكار جون فويت، فى عام ١٩٨٢، وذلك فى فيلم «الاستعداد للخروج»، وبدأت حياتها المهنية فى دور رئيسى عام ١٩٩٣، ويبلغ إجمالى أعمالها نحو ٤٠ فيلمًا ما بين أداء وأداء صوتى، وممثلة ومنتجة. ويعد فيلم «السيد والسيدة سميث» من أعظم الأفلام التى مثلتها «بطلة هوليوود»، وهو الفيلم الذى حقق أكبر نجاح تجارى حتى وقتنا الحالى.
تزوجت عدة مرات، كان أول أزواجها «جونى لى ميلر»، واستمر الزواج ثلاث سنوات، وتزوجت بعده من «بيلى بوب»، لكن لم يدم زواجها منه كثيرًا واستمر لمدة ٤ سنوات، وتعرفت بعدها على الممثل «براد بيت»، فى فيلمهما الشهير «السيد والسيدة سميث»، إلى أن تزوجا وأنجبت منه ثلاثة أطفال.
حصلت على جائزة الأوسكار، كأفضل فنانة مساعدة على أدائها فى فيلم «Girl Interrupted»، كما حصلت على عدة جوائز كأفضل ممثلة وممثلة مساعدة لعدة مرات، بالإضافة إلى دخولها، ضمن الـ١٠٠ شخصية الأكثر تأثيرًا فى العالم، لمرتين متتاليتين، فى استطلاع مجلة «تايم»، فضلًا عن وجودها ضمن الخمس شخصيات الأوائل الأكثر إثارة فى العالم، بعد استطلاعات لعدة مجلات أمريكية، وفى استطلاع أجرته مجلة «فوربس»، حصلت «جولي» على لقب المرأة الأكثر قوة فى العالم لعامى ٢٠٠٧ و٢٠٠٩.
ووفقًا لموقع «يوجوف» العالمى، المتخصص فى قياس مؤشرات الرأى حول النساء الأكثر تأثيرًا وإعجابًا حول العالم، حصلت «أنجلينا» على المرتبة الأولى بجدارة، بعد سؤال ٢٥ ألف مواطن من ٢٣ دولة فى العالم، لتتفوق على شخصيات عالمية مثل الطالبة الباكستانية ملالا يوسف، وهى الطفلة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وعلى هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، وسيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما، وأوبرا وينفرى، والملكة إليزابيث، والمغنية سيلين ديون.
أجرت أنجلينا جولى، عملية جراحية لاستئصال ثدييها، فى عام ٢٠١١، وذلك بعد نصائح الأطباء، الذين كشفوا عن أنه فى حالة عدم استئصال الثدى ستكون هناك احتمالية لزيادة الإصابة بمرض السرطان، وخضعت لعملية جراحية للثدى، وقامت بنشر الخبر، حتى تكون ملهمًا لسيدات العالم، اللاتى يردن مقاومة المرض.
وأجرت عملية جراحية أخرى، لاستئصال المبيض، فى عام ٢٠١٣، بعد إصابتها بالسرطان، وكان هذا أحد الأسباب التى جعلتها فى حالة حزن، بسبب عدم قدرتها على الإنجاب مرة أخرى.
تبنت جولى ٤ أطفال، فى زياراتها المختلفة إلى دول العالم، لمساندة اللاجئين وضحايا المجاعات والحروب، وكان أول طفل تتبناه هو «مادوكس جولي» من كمبوديا، وذلك خلال زيارتها لكمبوديا أثناء عملها بالمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وبعده قامت بتبنى «زهرا جولي» من إثيوبيا، أثناء زيارتها لدار رعاية أيتام فى أديس أبابا، وبعد ولادة أنجلينا لطفلها الأول «شايلوه»، قامت ببيع صوره، التى وصلت إيراداتها إلى حوالى ٧.٥ مليون دولار، وحصلت على المبلغ لتعطيه لدار الأيتام التى قامت بتبنى «زهرا» منها فى إثيوبيا.
ثالث أطفالها بالتبنى هو «باكس جولي» من فيتنام، وقامت بتبنيه من دار للأيتام أيضًا، وبعد تبنيه حملت جولى فى طفلين توأم، وبعد ولادتهما وبيع صورهما، قامت بإعطاء إيرادات الصور، التى بلغت ١٤ مليون دولار، إلى دار الأيتام.
الطفل الأخير الذى تبنته جولى، هو الذى أثار إعجاب الملايين بها، وهو الطفل السورى «موسى»، الذى كان فى أحد المخيمات التركية، بعدما مات والده على خلفية القتال الدائر فى سوريا، وهو الطفل الذى أثار إعجابها بضحكته التى ما أن رأتها حتى احتضنته، وظل معها طوال مدة تواجدها بالمخيم، وهى اللقطات التى أثارت إعجاب الجميع بها.
سفيرة النوايا الحسنة، اللقب الذى زادته إنسانية ولم يزدها فخرًا، هذا ما يمكن أن يقال على «جولي»، التى اتخذت هذا المنصب للعمل بجدية، والسفر إلى عدة مخيمات للاجئين فى دول العالم المختلفة، ووصل عدد الدول التى زارتها إلى ٢٠ دولة، وساهمت بشكل كبير فى تخفيف المعاناة التى يعيشونها، من خلال تبرعاتها، ومن الدول التى زارتها مخيمات اللاجئين فى لبنان، ولاجئى الصومال فى كينيا، وأفغانستان وباكستان والصومال وتنزانيا وسيراليون والسلفادور ودارفور، وغيرها من المناطق المنكوبة وبصحبتها شاحنات بها مختلف أنواع الطعام والغذاء والأدوية.
ومن التبرعات التى قامت بها أنجلينا جولى، مليون دولار لأحد معسكرات اللاجئين الأفغان فى باكستان، ومليون دولار لمنظمة أطباء بلا حدود، ومليون دولار وهبتها لمنظمة الطفل العالمى، كما تبرعت بمليون دولار لمنكوبى دارفور فى السودان، وتبرعت بمليون دولار إلى منظمة جلوبال إيدز أليانس، فضلًا عن تبرعها لأطفال كمبوديا بمبلغ قيمته ٥ ملايين دولار، و١٠٠ ألف دولار لمؤسسة دانيال بيرل، و٤ ملايين دولار لمنكوبى المجاعة فى الكونغو الديمقراطية، ومليونى دولار لضحايا الفيضانات فى فنزويلا.
كانت جولى تعتزم إنشاء عيادة طبية فى إثيوبيا من أجل مكافحة مرض الإيدز، وعندما زارت العراق للمرة الثالثة تبرعت لمئات الآلاف من لاجئى العراق داخلها وخارجها، بمساعدات مادية، بالإضافة إلى الدعم المعنوى لهم، وقد قيل إن الدعم المادى قد وصل إلى ما يقرب من ٢٠ مليون دولار خلال ثمانى سنوات، بالإضافة إلى الأطعمة والأدوية وغيرهما من المساعدات العينية.
تعرضت «جولى»، التى حصلت على لقب «نجمة الإنسانية»، فى عام ٢٠٠٧ طبقًا لاستطلاع رأى أجراه موقع أليرت، إلى نقص حاد فى وزنها فى الفترة الأخيرة، الأمر الذى اضطرها إلى دخولها المستشفى لتلقى العلاج، ويسمى المرض الذى أصابها «الأنوركسيا»، وهو فقدان الشهية العصبى، الذى يمنعها من تناول الطعام، وهو ما أدى إلى نقص وزنها إلى ٣٥ كجم فقط، كما يؤثر المرض على هرمونات الجسد، وهو الأمر الذى يخشاه الأطباء، بينما ينتظر الملايين مصير نجمة هوليوود، التى يتمنون عودتها.
الأمر الذى جعل العديد من متابعى ومحبى نجمة هوليوود، إلى القلق بشأن حالتها الصحية، خاصة بعد إطلاق شائعة وفاتها، التى نفاها «براد بيت»، وقال إنها تمكث لتلقى العلاج، بسبب المرض الذى تعانيه. هجوم حاد وغير مبرر، شنه البعض على أنجلينا جولى، منهم من يصفها بالعاهرة، وآخرون وصفوها بالكافرة، حتى قالت عنها المغنية الإماراتية أحلام، بعد تبنيها الطفل السورى موسى: «قلقة جدًا من التربية التى سيتلقاها موسى بين أيدى وأحضان غير مسلمة»، بالرغم من تأكيد جولى نفسها، أنها تعلم أولادها تعاليم كل الديانات، لتترك لهم حرية اختيار الديانة التى يرغبون فيها، ليبقى لقب «فتاة المخيمات التى لا تهدأ»، هو اللقب الذى تستحقه نجمة الإنسانية أنجلينا جولى.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.