أطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، برنامج «فاطمة بنت مبارك للتطوّع»، في مبادرة هي الأولى من نوعها بهدف ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء الإنساني لدى المرأة والطفل محلياً وعالمياً، من خلال تبني مبادرات لاستقطاب وتأهيل وبناء القدرات وتمكين المرأة والطفل في مجالات العمل التطوعي.
يأتي ذلك، انسجاماً مع دعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بأن يكون عام 2017 عاماً للخير، وترجمة لرؤية القيادة لترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء الإنساني.
ويركز برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوّع، على أربعة محاور، هي: أفكار وقدرات وتمكين وعطاء، ويتضمن تدشين مبادرات عدة، تسهم بشكل فعال في تنمية مهارات المرأة والطفل وتمكينهم من العمل التطوعي من خلال تنظيم ملتقيات للمرأة والطفل في العمل التطوعي، وتدشين برنامج لبناء القدرات للمرأة والطفل في العمل التطوعي، وتبني جائزة للمرأة والطفل في العمل التطوعي، وإطلاق حملة عالمية لاستثمار طاقات المرأة والطفل في المجالات الصحية والتعليمية والثقافية والبيئية، وغيرها من المبادرات الهادفة والبناءة التي ستسهم بشكل فعال في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
وأكدت مديرة الاتحاد النسائي العام، نورة السويدي، أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لا تدخر جهداً في تشجيع وتحفيز ابنة الإمارات للمشاركة الفاعلة في الأعمال التطوعية، التي من شأنها أن تعود بالنفع على أفراد المجتمع في شتى الميادين، إيماناً من سموها بأن العمل التطوعي يدعم ويعزز التكافل الاجتماعي.
وقالت، في تصريح لها بمناسبة إطلاق برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوّع، إن العمل التطوعي يمثل ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، والعمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجتمعات البشرية منذ الأزل، ولكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر، ومن فترة زمنية إلى أخرى.
وأضافت أن الإمارات، بفضل القيادة، أولت العمل التطوعي اهتماماً كبيراً، وتجلى ذلك في إنشاء العديد من المؤسسات والهيئات التي تركز في برامجها وأنشطتها على الأعمال التطوعية محلياً وعالمياً، إلى جانب تشجيع أبناء الوطن من خلال المبادرات المختلفة على الأعمال التطوعية، سواء كان ذلك بالجهد أو المال أو الوقت، داعية كافة الجهات المعنية إلى مواصلة جهودها التطوعية، وفي الوقت ذاته فإن أبناء الوطن مطالبون بالانخراط في العمل التطوعي للمشاركة في تحسين مستوى الخدمات والتخفيف من معاناة الآخرين.
وأشارت إلى أن برنامج فاطمة بنت مبارك للعمل التطوعي سيقدم نقلة نوعية في مجال العمل التطوعي للمرأة والطفل محلياَ وعالمياَ، من خلال استثمار طاقاتهم لدعم وتشجيع جهود المؤسسات على اختلاف أعمالها، والجمعيات والأفراد للعمل التطوعي أياً كانت طبيعته في مجالات خدمة المجتمع، بهدف اختزال الزمن واختصار المسافات في بناء كل ما من شأنه أن يضيف لبنة من الإنجازات إلى دولة الإمارات. وشدّدت على ضرورة المشاركة الفعالة لمؤسسات الدولة في القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى وسائل الإعلام كافة في تنشيط حركة العمل التطوعي في المجتمع وتوسيع دوائر عمله محلياً وعالمياً، مشيرة إلى الأهمية الكبيرة للشعار المعبر للبرنامج (كلنا أمنا فاطمة)، الذي يجسد حبنا لأم الإمارات تثميناً لجهودها في تمكين المرأة في مختلف المجالات، وإبراز دورها في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية محلياً وعالمياً.
وقالت إن اتساع العمل التطوعي وانتشاره بين جيل الشباب من الجنسين في الدولة، وهم يتفانون في البذل والعطاء في عملهم التطوعي، إنما أبرز أبعاداً ملموسة وحقيقية للوجه الإنساني وللعلاقات الاجتماعية السائدة لدى جميع شرائح المجتمع في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن مشاركة المرأة الإماراتية في هذه الأعمال التطوعية أظهرت أيضاً قدراتها ومهاراتها الشخصية والعلمية والميدانية في آن واحد.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء، الدكتور عادل الشامري، إن الإمارات قدمت نموذجاً يحتذى به في المحافل الدولية في العطاء الإنساني، الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأضاف أن القيادة أولت العمل التطوعي والعطاء الإنساني اهتماماً كبيراً حتى أصبح من سمات أبناء الإمارات، فهو يمثل بمنهجه الاجتماعي والإنساني سلوكاً حضارياً ترتقي به المجتمعات والحضارات منذ القدم، وأصبح يمثل رمزاً للتعاون بين أفراد المجتمع ضمن مختلف مؤسساته، وعملت على توفير مختلف أشكال الدعم والتمكين للمؤسسات الرائدة في هذا القطاع، وقد أثمر تنامي وترسيخ ثقافة العمل التطوعي، وقيام العديد من المبادرات والمؤسسات في مجال العمل التطوعي بمختلف ألوانه وأشكاله الإنسانية والإغاثية والاجتماعية