شدد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على أن أمام زعيمة ميانمار أون سان سو تشي «فرصة أخيرة» لإنهاء أزمة اللاجئين بغرب البلاد.
وقال الأمين العام، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «أتوقع أن تكون زعيمة البلاد قادرة على احتواء الأزمة، وأن تكون قادرة على قلب الوضع». وأضاف: «لديها فرصة، لديها فرصة أخيرة، في رأيي، للقيام بذلك».
ورأت الأمم المتحدة ان الحملة العسكرية تحمل جميع بصمات «التطهير العرقي» للروهينجا، الاقلية المحرومة من الجنسية وتعاني من الاضطهاد والقمع منذ سنوات.
وتتعرض الزعيمة البورمية اونج سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام لسيل من الانتقادات على الساحة الدولية بسبب صمتها بشأن قمع الروهينجا، والتي طلبت من حكومتها الاشارة اليها بصفة «مسلمي ولاية راخين».
وتستعد الزعيمة البورمية اونغ سان سوتشي لالقاء خطاب هو الأول لها حول ازمة الروهينجا سعيا منها إلى تهدئة الانتقادات الغاضبة في العالم من دون الطعن في الجيش. وتولت سان سوتشي منصبها العام الماضي كزعيمة مدنية لبورما بعد 50 عاما من حكم المجلس العسكري. وتركز مذاك طاقتها على التوازن السياسي الحساس بين حكومتها المدنية والجنرالات الذين لا يزالون يتحكمون في العديد من اجهزة السلطة.
وستلقي الحائزة على جائزة نوبل للسلام غدا الثلاثاء الخطاب الاهم منذ توليها مسؤولياتها. وسيكسر الخطاب المتلفز صمتا مطبقا تقريبا منذ اندلاع أعمال العنف العرقية والدينية في ولاية راخين، والتي أدت إلى فرار نحو 400 ألف من الروهينجا المسلمين إلى بنغلادش.
وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية قال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ان الرهانات مرتفعة حيال خطاب الثلاثاء ووصفه بأنه «الفرصة الاخيرة» لوقف الكارثة الانسانية.
وأضاف: «اذا لم تقم بتغيير الوضع الان، فاعتقد ان المأساة ستكون رهيبة تماما، ولسوء الحظ لا أرى كيف يمكن العودة عن ذلك في المستقبل».
ويترقب العديد من المراقبين خارج البلاد هذا الخطاب على أمل الحصول على تفسير لصمتها حيال هذه الكارثة الانسانية التي تتكشف يوما بعد يوم. الا ان مناصري الزعيمة التي تحظى بتأييد قوي في بلادها لقيادتها خروج بورما من عباءة حكم المجلس العسكري، يقولون ان عليها توخي الحذر من الجيش الذي حكم البلاد طوال 50 عاما ولا يزال يتمتع بنفوذ بالغ.
ويستغرب كثيرون في الخارج صمت البورميين الذين طالبوا لوقت طويل بحقوقهم المدنية في مواجهة المجلس العسكري، عما يتعرض له الروهينغا.
ومن المتوقع ان يكون خطاب سوتشي بالإنجليزية جزئيا على الأقل لانه يسبق اجتماعا في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيتضمن انتقادات لبورما بسبب الأزمة.