مركز بسمة أمل التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، مركز تأهيلي يضم العديد من أنواع الإعاقات الذي يوليها بالرعاية والتدريب، وهذه الإعاقات منها الذهنية والحركية، حيث ساهم المركز في الوقوف مع أسر المعوقين، ومد لها يد العون والمساعدة، إلى جانب توجيه هذه الأسر إلى الطرق الصحيحة لتأهيل أبنائهم واطلاق قدراتهم.
“الرياض” في هذا التقرير تسلط الضوء على تجربة أمهات الأطفال المعوقين في تجاوز العقبات والوقوف مع أبنائهم وإعادة الثقة لهم بالتدريب والتعليم وتنمية مواهبهم.
دمج ذوي الإعاقة
أم فيصل بن تركي تتحدث عن تجربتها مع ابنها البالغ من العمر ( 13عاماً) وهو طفل توحدي، حصل على العديد من الدورات في النطق والعلاج الطبيعي لكي تتواصل مع ابنها وتدمجه مع المجتمع، وقررت أم فيصل تنظيم لجنة تتكون من عشر سيدات بحيث يكن نواة تواصل مع الأمهات اللواتي لديهن أطفال من الفئات الخاصة وكيف يحاولن دمج أطفالهن مع المجتمع المحيط.
أم ثلاثة توحديين
أما والدة عبدالمجيد “أم لثلاثة أطفال توحديين” قالت: لم أكن اعرف أن ابني الأول يعاني من طيف توحدي حتى بلغ ابنها الست سنوات، ثم أنجبت ابنة والحمد لله كانت سليمة وبعدها أنجبت ولدي الثاني واكتشفت انه توحدي وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره وانجبت ابني الرابع وحينها أصبت بصدمة كبيرة إذ اكتشفت أنه شديد التوحد ومع هذا أكملت دراستي العليا، وحصلت على شهادة الماجستير.
بطل في السباحة
أم عبدالرحمن الحمدان عمره ( 10سنوات) قالت: ابني مصاب بإعاقة حركية وذهنية منذ ولادته، وعرفت بهذه الإعاقة وأنا في شهري التاسع ولم استطع إجراء العملية اللازمة لإنقاذه من الإعاقة، وبعد ولادته لفني حزن شديد على حالته وأصبت بخوف أشد على مستقبله، ولكن الحمد لله ما لبث هذا الألم طويلاً حتى تجاوزته أنا ووالده ثم أنجبت ابني الثاني وهو سليم والحمد لله، أما عبدالرحمن فكانت أولى خطواتي معه كلمة “أنت بطل” دائماً أرددها على مسمعه، وأنا أخبئ دمعتي عنه حتى لا يشعر بضعفي ثم بدأت أدمجه مع المجتمع الخارجي شيئاً فشيئاً وأجيب على تساؤلاته بكل تفاؤل حتى لا يصاب بالحزن ويعاني من مشاكل نفسية أخرى، ثم ادخلته للمدرسة في الصفوف المبكرة من روضة وتمهيدي والآن هو في الصف الرابع الابتدائي.
وأضافت أم عبدالرحمن إن ابني يعاني من تأخر عقلي بسنتين عن من هم في عمره، مما اضطرني إلى القيام بتدريسه في الإجازة وتجهيزه ذهنياً ونفسياً للمرحلة الدراسية القادمة، ليتمكن من استيعاب الكتب الدراسية كطلاب صفه، مع ملاحظة انهم أكثر ذكاء منه، حيث استطعت تدريبه أن يكون في مستواهم الدراسي، وبفضل الله ثم إرادة عبدالرحمن وتدريب والده له يرجع الفضل في فوزه بالميداليات العالمية للسباحة، فابني ليس طفلاً عادياً فهو يعاني من إعاقة حركية وتأخر عقلي مما يجعله يتناول أدوية بشكل متواصل، بالإضافة إلى تناول أطعمة معينة لصعوبة التحكم في الجهاز الاخراجي وقد يصاب ببعض الكدمات في رجله مثلاً عند تنقله من الكرسي المتحرك.
مبدعات رغم إعاقتهن
وأكدت الأميرة دانية بنت عبدالله بن سعود مديرة مركز العباقرة لذوي الاحتياجات على أن أكبر ما نعانيه عند استقبال حالات الإعاقة الذهنية والحركية عدم التشخيص رغم أن المركز لا يعتمد على التشخيص الطبي المقدم من الأهل فقط، بل يتم تقييم الطالبة منذ دخولها المركز من التشخيص ونوع الإعاقة وتحديد نسبة الذكاء والذكاء الاجتماعي والتخاطب، بعدها توضع الطالبة ضمن خطط فردية تنظم برامج تدريبية وتأهيلية والتواصل الذاتي، حيث نستقبل الطالبة قبل سن السابعة حتى 25سنة ليتلقين البرامج التدريبية والتأهيلية حتى يتم اتقانها بغض النظر عن العمر.
وأشارت إلى أن من طالباتنا من فازت بالعديد من الجوائز حفظ القرآن الكريم والفنون التشكيلية، كما نسعى إلى توظيف الخريجات في الوظائف الإدارية وهذا ما تم بالفعل من توظيف فتيات ذوي إعاقة بالمركز.