نشرت صحيفة “دي تزايت” الألمانية قصة زواج مستمرة منذ عامين ونصف تجمع سيدة ألمانية تبلغ من العمر 52 عاماً مع شاب سوري يبلغ الخامسة والعشرين.
التعارف
بدأت القصة التي غيرت حياة الاثنين، في شباط العام 2015، عندما أرسل محمود من شقته في إسطنبول، عبر برنامج للمواعدة، “قلباً” لامرأة تدعى سابين، التي كانت تقضي عطلة مع صديقة لها في إسطنبول.
عندما نظرت سابين إلى هاتفها رأت أنها تلقت 93 إعجاباً من رجال، الأمر الذي لا يحصل معها في ألمانيا، إلا أن الوضع مختلف في إسطنبول، حيث يحلم الكثير من الرجال بإقامة علاقة جنسية تدوم ليلة مع سائحة، وفقاً للصحيفة.
وبعد أيام من المحادثة الأولى، كتب لها أنه يحبها، شرعا بإرسال صور السيلفي لبعضهما البعض وتبادل المجاملات والتخطيط لجولات بالدراجات عبر الغابات والسفر إلى تايلند، وبدا أنهما أحبا بعضهما البعض رغم أنهما لم يتبادلا القبل أو لم يلتقيا بعد.
رحلة الهروب إلى ألمانيا
عادت سابين في الشهر التالي من هامبورغ إلى تركيا والتقت محمود في مطار أتاتورك، حيث قبلا بعضهما للمرة الأولى، وناما في فندق بالمدينة، حيث كان يشغل لها أغاني حب عربية على موقع يوتيوب، ويقول لها “أحبك” بالتركية والإنكليزية والألمانية والكردية والعربية.
واتفق الاثنان على الزواج بعد أن قضيا 4 أيام مع بعضهما، وعلى مدار ثلاثة أشهر عملا على جمع الوثائق الضرورية من هامبورغ ودمشق وإسطنبول، وتمديد إقامة محمود. وتزوج الاثنان في مكتب الأحوال المدنية في إسطنبول في أواخر أيار العام 2015، ثم عادت في اليوم التالي إلى هامبورغ.
وبعد أن ظنت سابين أن انتقال محمود لألمانيا سيكون يسيراً، استغرق إصدار السفارة الألمانية تأشيرة له 4 أشهر. وعندما ذهب للسفارة لاستلام جواز السفر أوضح له الموظفون أن أحد الأختام غير صالح، وبدأ في البكاء، إلى درجة أن سابين فكرت في الانتقال للعيش إلى تركيا.
ولأنه توجب على محمود الانتظار 6 أشهر على الأقل للحصول على جواز سفر جديد، قرر أن يسافر كلاجىء في شهر تشرين الأول من ذلك العام، بحراً إلى اليونان ومنها إلى شمال أوروبا حيث التقى سابين مجدداً في سالزبورغ النمساوية.
الحياة اليومية
رافقت سابين بدءاً من شهر تشرين الثاني 2015 محمود خلال إجراءات المعاملات الحكومية مثل مقابلة مكتب الهجرة واللاجئين، قائلة إنها ليس بوسعها تركه، فبعد أن كانا غريبين في إسطنبول، بات هو وحده غريباً بينما هي في بلادها.
ويعبر محمود عن رغبته بإعادة عدة آلاف من اليوروهات صرفتها زوجته عليه، حالما يجد عملاً. معبراً عن امتنانه لها لأنها أعادت له إيمانه بالمستقبل بعد أن فقد ذلك مسبقاً. بالمقابل تحصل سابين ليس على قُبل ومجاملات والشعور بأنها باتت شابة مجدداً، بل أن يجعل لحياتها معنى، وفقاً للصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى أن الزوجين مرا بوضع مالي صعب وباتا يجدان صعوبة في تأمين الطعام حتى، فبعد أن فقدت سابين عملها في مصنع عصير (كانت تعمل سابقاً مضيفة طيران)، بدأت بأخذ مساعدات البطالة من الدولة، ما أدى إلى خصم القسم الأكبر من المساعدات التي يحصل عليها محمود كطالب لجوء.
وباتت تمارس حياتها بشكل ملائم له، تتعلم العربية وتعد القهوة العربية، وتضع علم الثورة السورية على باب بالبيت، وفقاً للصحيفة.
بالمقابل زادت توقعاتها حياله، وباتت تدعوه للذهاب لدورة لغة مجانية، إلا أنه تركها متعذراً بأن المستوى متدن فيها، وأنه لا يريد تعلم الألمانية مع لاجئين آخرين.
وبات الاثنان يتشاجران كثيراً بعد مضي نصف عام من تواجده في ألمانيا.
سابين تشتكي
اشتكت سابين للصحيفة أن محمود لا يقوم حتى بالواجبات المنزلية كالتنظيف.
وتطرقت الصحيفة إلى الهواجس التي انتابت سابين من غيرة عندما اكتشفت أن محمود يتحدث مع سيدات أخريات في بداية علاقتهما أو عندما يتأخر في العودة للمنزل وتشك فيما إذا كان على علاقة مع مسلمة مثلاً.
سابين قررت توثيق عقد زواج عند كاتب عدل في ألمانيا، كي تشعر بالأمان، لكن محمود رفض، ظناً منه أنها ستتركه حينها، واعداً إياها أن يتغير.
الزوجان متصالحان الآن بعد مرور عامين ونصف من علاقتهما، وانتهى الشاب السوري من دراسة اللغة وبدأ بتدريب مهني ككهربائي، في حين تعبر سابين عن سعادتها بتحملها المصاعب، على أمل أن تبدأ الحياة التي حلما بها في البداية.