يرتكز الدين الإسلاميّ على أساسيّات وهي الفرائض التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، يجب عليهم القيام بها ويُحاسب المسلم يوم القيامة على تقصيره في عملها، يساند هذه الفرائض سنن سنّها الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم). أركان الإسلام الأساس الأول الذي يجب على الإنسان القيام به هو الدخول في الدين الإسلامي، ويتمثل ذلك بنطق الشهادتين، والإيمان بوحدانيّة الله عز وجل، الواحد الأحد لا شريك له، ويلي ذلك إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً، هذه هي أركان الإسلام.
بعد تأدية هذه الفرائض تُسجَّل للمسلم أعمال الخير التي يعملها وبنيته التقّرب من الله، ونيل رضاه سبحانه وتعالى. أحب الأعمال إلى الله كثيرةٌ هي الأعمال التي تقّرب المسلم إلى ربه، إلا أنّ هذه الأعمال تختلف من شخصٍ إلى آخر، ومن وقتٍ إلى آخر، فقد سأل أحد الصحابة الرسول الكريم عن أفضل الأعمال فقال (صلى الله عليه وسلم) : “إيمانٌ بالله ورسوله”، قال: ثم ماذا ؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”، قال: ثمّ ماذا؟ قال: “حجّ مبرورٌ”.
كما ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ من أفضل الأعمال بر الوالدين، وقد ذكر أهل العلم أنّ اختلاف الروايات جاء لاختلاف أحوال السائلين، فأجاب رسول الله بما هو أصلح للسائل، فهو الأعرف بما يقدر أن يقوم به، وما يرغب القيام به. وقد ذكر الإيمام ابن القيّم ـ رحمه الله ـ أربعة أصنافٍ من الأعمال المحبّبة عند الله سبحانه وتعالى: الصنف الأول: أنفع العبادات أشقّها على النفس وأصعبها.
الصنف الثاني: التمسّك بالآخرة والزهد في الدنيا. الصنف الثالث: أفضل العبادات ما كان به نفعٌ لعامة المسلمين، كمساعدة الفقراء، والعمل على قضاء حوائجهم، والصلاح بينهم، ونشر المودة والرحمة بينهم. الصنف الرابع: يكون أفضل الأعمال بكلّ وقت حسب مقتضى الحال، ففي وقت معيّن يكون الجهاد فرض عين على كل مسلم، فيكون أفضل الأعمال التي تقرّب المسلم من ربه، وفي أوقاتٍ أخرى يكون الجهاد فرض كفاية على المسلم.
كثيرة هي أبواب الخير في الإسلام، وتتفاوت قيمتها بإخلاص المسلم في عملها، فإذا كان تبسّمك في وجه أخيك صدقة، فما بالك بأعمال الخير الأخرى مثل بر الوالدين، والمحافظة على حسن الجوار، والصدق في التعامل من الآخرين، والإخلاص في العمل، والأمانة، والمحافظة على الأموال العامة، واحترام القوانين والأنظمة التي تسهّل حياة المجتمع الإسلاميّ. ولا ننسى أهميّة الإكثار من الدعاء والاستغفار فإنّ الله يحبّ العبد اللحوح، والالتجاء إلى الله عند الكرب، وشكر الله على نعمته، وتقدير هذه النعمة التي تبدأ من الجسد والصحة، فالحمد والشكر لله على السراء والضراء.