يدُقُّ مُختصون ناقوس الخطر من ظاهرة حمل أطفال صغار هواتف ذكية مزوّدة بالأنترنت، وامتلاكهم حسابات على الفايسبوك وتويتر، ولديهم حتّى حسابات على “سناب شات” و” الفايس تايم” و”الأنستغرام” والتي لا يعرفها حتى بعض الكبار……
صارت الهواتف الذكية واللّوحات الالكترونية المزودة بشرائح أنترنت من أفضل الهدايا التي يتلقاها الأطفال المُتمدرسون الناجحون في الدراسة، فتجدهم يتباهون مع أقرانهم بحملهم لآخر صيحات الهواتف التي يتعدى ثمنها 30 ألف دج، والسؤال المطروح ماذا يفعل طفل ذو 8 سنوات بحساب فايسبوك، ومع من يتواصل…؟
“نبيل” عضو في جمعية تربوية، أكد لنا أنه شارك في تكريم داخل قسم للطور الابتدائي بمدرسة بحيدرة، والمفاجأة أنه “أخرج جميع أطفال القسم هواتف ذكية، وصاروا يتبادلون الصور ويطلعون على التعليقات بالفايسبوك، ولتفاجُئي بالسلوك طلبت من أستاذتهم تحذير عائلاتهم” ، فأجابته الأستاذة باستحالة ذلك، لأن الهاتف أصلا اشتراه الآباء لأبنائهم.
“نوال” من عين النعجة لا يتجاوز عمرها 9 سنوات، تملك حسابا على فايسبوك وحتى تويتر، سألناها عن ما تفعله بهذه الحسابات، فقالت “في الفايسبوك أنشر صوري وصور قطتي، وأتحدث مع زميلاتي في الدراسة وأقاربي، ونتبادل الدروس.. أما تويتر والذي لا أعرف كيفية استعماله دخلته اقتداء بزميلاتي فقط”، وعن علم والديها بما تقوم به، أكدت بأن والدتها هي من ساعدتها على فتح حساب بالفايسبوك…. !!
وفي هذا الصّدد، أكد مدير مؤسسة الريادة للتدريب والاستشارات، سمير دهريب، في اتصال مع “الشروق” أن الظاهرة خطيرة جدا وعلى الأولياء الحذر، وحسبه ” الطفل من 0 إلى 7 سنوات المفروض أن يتعلم مهارات حياتية، مثل المشي والجري والاختباء والتأمل والعمل الجماعي، وكيفية أخذ حقوقه وما عليه من واجبات….” لكن وللأسف، غالبية الجزائريين، صاروا يعلمون أطفالهم في هذه المرحلة، طريقة استعمال التكنولوجيا، فيتركون الطفل جامدا في مكانه ويلعب لفترة زمنية طويلة، والظاهرة تتسبب في رفع ذبذبات دماغه إلى أقصى درجة، وهي قوة تضاهي قوة ذبذبات رجل بالغ في قمة غضبه، والنتيجة تلف في خلايا دماغ الطفل والتي لن تعوض.
أما في المرحلة العمرية بين 7 و 14 سنة، فيتعلم الطفل القيم الأخلاقية، ويتساءل “هل الهاتف الذكي المزود بالأنترنت يمنحه هذه القيم، مع ما يحتويه من صفحات مخلة… “.
وحسبه، المفروض أن تُعطى الهواتف للبالغين فقط، مع فرض قواعد وضوابط.
ونتيجة الظاهرة يقول دهريب “سيظهر جيل مهزوز الشخصية وجامد، غير مبدع، فاقد للذكاء الاجتماعي، منفصل عن العالم الواقعي، مفتقد حتى للذكاء البيئي، لأنه لم يقض وقتا كافيا في الغابات والمساحات الخضراء للتعرف على الطبيعة”.