ان هؤلاء الأطفال يأتون من أسر تعاني الفقر والجهل وبقائهم بالشارع لم يأتِ فجأة وإنما جاء بالتدريج ثم انتهي ببقائهم الدائم بالشارع مع الاحتفاظ بروابط بأسرهم أو بدون ومع الوقت يصبحون أكثر تمرسا بحياة الشارع وخبرة بها.
إن الأسباب التي تدفع هؤلاء الأطفال لحياة الشارع وتجعلهم يتمسكون بها كثيرة منها قسوة الوالدين وإهمالهم والتمزق الأسري ليجد الطفل نفسه بين قسوة زوجة الأب أو زوج الأم والانتهاك البدني والنفسي له والغريب أن الدراسة بينت أن غالبية الأسر ترفض عودة الطفل إليها وبعضهم يقبل بشرط مساعدتهم ماليا.
وبالقطع تتولد داخل هؤلاءالأطفال إشباعات غير محققة وصراعات نفسية مع إحساسهم أن حقوقهم تهدر فهم لا يحصلون علي مايتمتع به أطفال آخرين في مثل مراحلهم العمرية.
أشارت الدراسة إلي المؤسسات العاملة في مجال أطفال الشوارع وكيف أن أغلبها يعاني نقصا في عدد الأخصائيين المؤهلين والمدربين للتعامل مع هذه الفئة وأحيانا نقص في الموارد المالية وعدم الإيمان بالقضية وجديتها.
أوصت الدراسة بأهمية الاهتمام بتعليم مهني يبدأ من المرحلة الابتدائية لتخريج حرفيين مهرة وتفعيل قانون عمالة الطفل ومنع العمل لمن هم أقل من خمسة عشر عاما والتوسع في إنشاء أكثر من خط ساخن لخدمة هؤلاء الأطفال.
وأن القبض علي هؤلاء الأطفال وضربهم وإيداعهم في المؤسسات ليس الحل وإنما الحل في وجود باحثين اجتماعيين مع هؤلاء الأطفال فيقتربوا منهم ويتعرفوا علي ظروفهم ويشعروهم بالأمان فيعودوا بهم لأسرهم أو لمؤسسات تدربهم علي حرفة يتقوتون بها ليعودوا مرة أخري كأفراد نافعة للمجتمع.