احتفت العاصمة بثاني حفلة من سلسلة جلسات السعودية بالرياض، والتي تقدّمها روتانا للصوتيات والمرئيات، وتقام على مركز الملك فهد الثقافي، في ليلة جمعت الثنائي عبادي الجوهر و أصالة نصري. وأتت الحفلة الغنائية بشكل متجدد من حيث الديكورات والمحتوى والمضمون، إذ تزينت خشبة المسرح بمجسم لآلة العود وُضع بشكلين مختلفين، بالإضافة إلى التطور الذي أدهش الحاضرين من الجمهور، ووضعت التجهيزات على شكل جلسات خليجية تواجدت من خلالها الفرقة الموسيقية، وتضمَّنَت الجلسة إضاءة احترافية تزامنت مع الأعمال الغنائية التي قدموها، مرفقة بشاشتين كبيرتين تعرضان ظهور الفنان على المسرح.
وقبل صعود أصالة نصري على خشبة المسرح قالت: “هذه هي المرة الثانية التي أتغنى فيها مع الفنان عبادي الجوهر على المسرح، وأنا مع الوقت أتعلم مع الجلسات، ولها ناسها ومبدعوها، وأنا من أكثر الفنانين الذين أعشقهم بالجلسات: محمد عبده وعبد المجيد عبد الله، وأحب أعمالهما أيضًا، ولا أعلم كيف سأتقن الجلسات، ولكن أتمنى أن أكون على قدر المستطاع جيدة”، وأضافت عن الجمهور السعودي: “لديَّ انتماء سعودي أكثر مما تتخيلونه، وسأغني الليلة موالاً سعوديًّا من كلمات الشاعر مشعل، وهو من كتب لي أغنية حضرة الموقف”.
وتحدثت عن الفنان عبادي الجوهر، فقالت: “أستاذنا وحبيبنا.. ولي الشرف أن أكون معه بأعماله، ولي معه واحدة من أهم أعمالي، أغنية “قد الحروف” التي لحَّنها، وسعيدة بغنائي مع عبادي”، وأكدت أصالة حول وجودها كأكثر فنانة عربية تغني بالسعودية وتميزها بالأغنية الخليجية، أن هذا من حسن حظها، وأكَّدَتْ أيضًا أنها تحضّر لألبوم خليجي سيُطرح قريبًا حصريًّا مع روتانا، وقالت: “لا يوجد لديَّ ميني ألبوم، والميني هو “حجمي فقط”.
وتَحَدَّثَتْ أصالة بهذا التصريح قبل صعودها على المسرح رغم وقفتها القصيرة قبلها والتي لم تتجاوز الثلاث دقائق، وأطلَّتْ أصالة بميك آب من محمد حداد، وفستان طويل من “لابوج وادي” تميز باللونين الرمادي الفاتح والبنفسجي..
وفور صعودها استقبلَها الجمهور الغفير بعاصفة من الترحيب، في وقفتها التي لم تتشابه كثيرًا مع أولى وقفاتها بنفس المكان قبل عشرة أشهر ضمن حفلات عيد الفطر بالرياض، والتي شهدت أولى إطلالاتها، حيث تَغَنَّتْ بمضمون الجلسة الغنائية بخلاف وقوفها على المسرح، وانطلقت مباشرة بالأغنية الخليجية؛ حيث شهدت جميع أعمالها أداء الأغنية الخليجية، بما فيها أغنية “بنت أكابر”، التي أدَّتْها بإيقاع خليجي، والتي تُعَدُّ أحدث أعمالها الغنائية “المصورة”.
أصالة على غير العادة لم تتحاور مع الجمهور كثيرًا، حيث اعتادت أصالة على محاورة الجمهور، وهو ما اتضح من خلال جميع حفلاتها السعودية، غير أنها رحبت بالحضور الجماهيري، شاكرة جمهورها على الحضور، وقالت للجمهور: “سأتغنى بعمل من ألحان فنان العرب محمد عبده”، لتتغنى بأغنية “أوقات”، وحضر اللون السامري بالأغنية السريعة في أدائها لمعظم الأعمال الغنائية، وتغنَّتْ أيضًا بالمحبين وبالأغنية العاطفية، لتقدِّمَ باقةً من أعمالها الخليجية، منها “سواها قلبي، عقوبة، ولتقدّم أيضًا رائعة الفنان الراحل طلال مداح، أغنية “ابتعد عني”؛ استذكارًا لأعماله الخالدة.. في حين صدحت بالمواويل. ولأن الليلة تتمثَّل بالجلسات الغنائية فقد قالت في موالها “سعودي بكل فخر.. والعهد سلمان”، لتتعالى أصوات الجماهير الحاضرة بالترحيب الكبير، لتمزج معها أغنية “يا حبيبة ” لتقول “يا الرياض.. صباح الخير”.
وبالوصلة الغنائية الثانية شارك الحفلة الغنائية الفنان عبادي الجوهر، وقبل صعوده على المسرح تحدث عن أنه من عشاق الجلسات، وقال: “إن شاء الله أستطيع إمتاع الجمهور الجميل بمجموعة من الأعمال القديمة والجديدة”، وحول مشاركته مع أصالة للمرة الثانية بحفلات السعودية خلال شهر، ذكر أنه سعيد بالمشاركة مع أصالة في حفلة واحدة، وهي ليست من ترتيبنا، مشيرًا إلى أن وقفته مع أصالة في جدة من ترتيبهم، ولكن هذه الجلسة الغنائية هي من ترتيب روتانا، وقال: “نحن كفنانين لنا جمهورنا، وأعتقد أن أصالة قدَّمَت وصلةً غنائية رائعة وأبدعت.. وأتمنى لها دوام التوفيق”. ألبوم سيكون جاهزًا في فترة العيد المقبلة، مُحَمَّلاً بمجموعة من الأعمال الغنائية من أربعة إلى خمسة أعمال، أبرزها أغنية من كلمات الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد، وقال: “تمنيت أن يكون ذلك قبل العيد، ولكن مع كثافة الحفلات لم تسنح الفرصة لطرحه، وروتانا نشيطة بالحفلات، وسيكون ذلك قريبًا”.
ليصعد الفنان عبادي الجوهر على خشبة المسرح، مرحِّبًا بالحضور وبالجمهور الغفير الذي حضر للاستمتاع بالجلسات الغنائية، بما يقارب 3000 شخص، ليحتضن عبادي آلةَ العود المحبَّبة له، ويقدّم باقة من أجمل أعماله الغنائية، مقدّمًا بذلك تقاسيم على العود أمتع فيها الحضور بإبداع يعشقه عبادي في محبوبته الموسيقية، ليتغنى بالمحبة والحزن وبالعاطفة، إلا أن الجمهور طالبه بغناء أعمال غنائية ولم يبخل بتقديمها، من بينها أغنية “تدرين وأدري”، والذي قال فيها إنه لم يُجْر البروفة عليها، غير أنه قدَّمَها مع التفاعل والتجانس بينه وبين الحضور، ليكون المشهد الفني بترديد الأغنية من الجمهور، ليجبر خواطرهم بأغنية “كلمة ولو جبر خاطر”. والتجانس بين الحضور وعبادي لم يهدأْ طيلة الحفلة الغنائية، ليتغنى أيضًا بالحنين. وواصل عبادي تلبية طلب الجمهور، ليغني لهم “سكة طويلة، عيونك آخر آمالي”، في مزيج بين القديم والجديد قدَّمَه للحضور، ولأنها ليلة مختلفة فقد اختلفت بها الذائقة الفنية التي تفنَّن بها، ومن بينها “ضاع الأمل، نساي، يا شوق، مو غريب، نقطة الضعف، أماني”.
وعلى مدى أكثر من ساعتين تفاعل الجوهر مع الجمهور والفرقة الموسيقية، التي تألقت في تشكيل الروح الموسيقية والتناغم الفني بما قدَّموه، ليطرب الجمهور باختيارات فنية متنوعة وممتعة، لتُخْتَتَمَ بها الليلة الثانية من جلسات السعودية بالرياض.
أصالة تقدّم موالاً للسعودية.. وعبادي يتغنى بالقديم والجديد
رابط مختصر
المصدر : http://zajelnews.net/?p=80449